394

غاصب(1)، بخلاف الأقسام السابقة، فإنّ منافعها مضمونة كما عرفت.

(مسألة: 3) الظاهر عدم اعتبار القبول في الوقف بجميع أنواعه وإن كان أحوط، ولا سيّما في الوقف بلحاظ ملك المنفعة، سواء أكان عامّاً مثل الوقف على العلماء، أم خاصّاً مثل الوقف على أولاده، فيقبل في الأوّل الحاكم الشرعيّ، وفي الثاني الموقوف عليهم من الطبقة الاُولى(2).

 

[شروط صحّة الوقف وبعض أحكامه:]

(مسألة: 4) الأحوط اعتبار القربة في صحّة الوقف وإن كان الأظهر عدم اعتبارها في مثل الوقف على الذرّيّة(3).

(مسألة: 5) يعتبر في صحّة الوقف القبض بإذن الواقف(4)، فإذا مات قبل



(1) مضى منّا: أنّه لا يبعد ضمان ما فوّته الغاصب من انتفاع على أهله.

(2) لا دليل على شرط القبول إطلاقاً بعد صدق عنوان الوقف قبل القبول.

(3) لا دليل على شرط القربة إطلاقاً بعد صدق عنوان الوقف ولو كان بلا قربة.

(4) لا دليل على اعتبار القبض في الأوقاف العامّة بعد صدق عنوان الوقف قبل القبض. نعم، في الوقف على الأشخاص لابدّ من شرط القبض: إمّا في صحّته، وإمّا في لزومه(1).


(1) للروايات، كصحيح صفوان بن يحيى عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: «سألته عن الرجل يقف الضيعة ثمّ يبدو له أن يحدث في ذلك شيئاً؟ فقال: إن كان وقفها لوُلده ولغيرهم ثمّ جعل لها قيّماً، لم يكن له أن يرجع فيها، وإن كانوا صغاراً وقد شرط ولايتها لهم حتّى بلغوا فيحوزها لهم، لم يكن له أن يرجع فيها، وإن كانوا كباراً ولم يسلّمها إليهم ولم يخاصموا حتّى يحوزوها عنه، فله أن يرجع فيها؛ لأنّهم لا يحوزونها عنه وقد بلغوا»، الوسائل، ج 19 بحسب طبعة مؤسّسة آل البيت،

395

القبض بطل، ولا يعتبر في القبض الفوريّة.

(مسألة: 6) يكفي في تحقّق القبض في مثل الوقف على الذرّيّة قبض الطبقة الاُولى.

(مسألة: 7) إذا وقف على أولاده الصغار وأولاد أولاده وكانت العين في يده كفى ذلك في تحقّق القبض ولم يحتج إلى قبض آخر، وإذا كانت العين في يد غيره فلابدّ من أخذها منه ليتحقّق قبض وليّهم.

(مسألة: 8) إذا كانت العين بيد الموقوف عليه كفى ذلك في قبضها ولم يحتج إلى قبض جديد.

(مسألة: 9) يكفي في قبض غير المنقول رفع الواقف يده عنه والإذن في استيلاء الموقوف عليهم عليه(1).

(مسألة: 10) في اعتبار القبض في صحّة الوقف على الجهات العامّة إشكال(2)، ولا سيّما إذا كان من نيّة الواقف أن تبقى في يده ويعمل بها على حسب ما وقف، والأحوط اعتباره، ولكنّ الظاهر عدم اعتبار قبض الحاكم الشرعيّ، فإذا



(1) المتيقّن في صحّة القبض ليس هو مجرّد الإذن في استيلاء الموقوف عليهم، بل تحقّق الاستيلاء خارجاً.

(2) مضى: أنّه لا دليل على شرط القبض في الأوقاف العامّة.


ب 4 من الوقوف والصدقات، ح 4، ص 180، وإن كانت العبارة لا تخلو من تشويش. وصحيح أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ فيما ورد عليه من جواب مسائله عن محمّد بن عثمان العمريّ عن صاحب الزمان(عليه السلام): «وأمّا ما سألت عنه من الوقف على ناحيتنا وما يجعل لنا ثمّ يحتاج إليه صاحبه، فكلّ ما لم يسلّم فصاحبه فيه بالخيار، وكلّ ما سُلّم فلا خيار فيه لصاحبه...». نفس المصدر، ح 8، ص 182.

396

وقف مقبرةً كفى الإذن في الدفن فيها، وإذا وقف مكاناً للصلاة كفى الإذن في الصلاة فيه، وإذا وقف حسينيّة كفى الإذن في إقامة العزاء فيها، وكذا الحكم في مثل وقف الخان على المسافرين، والدار على سكنى العلماء والفقراء فإنّه يكفي في قبضها الإذن في السكنى، وإذا وقف حصيراً للمسجد كفى وضعه في المسجد، وكذا في مثل آلات المشاهد والمعابد والمساجد ونحوها فإنّ الظاهر أنّه يكفي في قبضها وضعها فيها بقصد استعمالها. وإذا خرب جانب من جدار المسجد أو المشهد أو نحوها فعمّره فالظاهر كفاية ذلك في تماميّة الوقف وإن لم يقبضه قابض، وإذا مات لم يرجع ميراثاً لوارثه، كما عرفت.

(مسألة: 11) إذا وقف على أولاده الكبار فقبض واحد منهم، صحّ القبض في حصّته، ولم يصحَّ في حصّة الباقين.

(مسألة: 12) إذا جعل الولاية على الوقف لنفسه، كفى في قبض العين الموقوفة بقاؤها في يده(1). نعم، إذا كانت في يد غيره توقّف على أخذها منه، وإذا جعل الولاية لغيره لم يكفِ في قبضها تسليمها إلى الموقوف عليهم، بل لابدّ من قبض الوليّ(2).

(مسألة: 13) إذا وقف بستانه على الفقراء فدفع ثمرتها إليهم مع كونها في يده، لم يكن ذلك كافياً في القبض. نعم، إذا كان من نيّته أن تبقى في يده ففيه إشكال(3).



(1) في المورد الذي يشترط فيه القبض لا يكفي قبض وليّ الوقف، بل لابدّ من قبض الموقوف عليه.

(2) قلنا: إنّ المناط في مورد يشترط فيه القبض هو قبض الموقوف عليه لا قبض وليّ الوقف.

(3) مضى: أنّه لا دليل على اشتراط القبض في الأوقاف العامّة.

397

(مسألة: 14) الوقوف التي تتعارف عند الأعراب بأن يقفوا شاةً على أن يكون الذكر المتولّد منها « ذبيحة » يعني يذبح ويؤكل، والاُنثى « منيحة » يعني تبقى وينتفع بصوفها ولبنها، فإذا ولدت ذكراً كان ذبيحة، وإذا ولدت اُنثى كانت منيحة، وهكذا إذا كان وقفهم معلّقاً على شفاء مريض أو ورود مسافر أو سلامة غنمهم من الغزو أو المرض أو نحو ذلك فهي باطلة(1)، وإذا كانت منجّزةً غير معلّقة ففي الحكم ببطلانها من جهة عدم القبض إشكال ؛ لما عرفت من الإشكال في اعتبار القبض في الوقف على الجهات العامّة، ولا سيّما مع نيّة الواقف أن تبقى بيده ويعمل بها على حسب ما وقف(2)، والإشكال في صحّة الوقوف المذكورة من جهة عدم الصيغة وعدم تعيين المصرف ضعيف.

(مسألة: 15) لا يجوز في الوقف توقيته بمدّة، فإذا قال: داري وقف على أولادي سنةً أو عشر سنين بطل، والظاهر عدم صحّته حبساً(3).

(مسألة: 16) إذا وقف على من ينقرض كما إذا وقف على أولاده وأولاد أولاده صحّ وقفاً، فإذا انقرضوا رجع إلى ورثة الواقف حين الموت لا حين الانقراض، فإذا مات الواقف عن ولدين ومات أحدهما قبل الانقراض وترك ولداً ثمّ انقرض الموقوف عليهم، كانت العين الموقوفة مشتركةً بين العمّ وابن أخيه.

(مسألة: 17) لا فرق فيما ذكرنا من صحّة الوقف ورجوعه إلى ورثة الواقف



(1) هذا حكم احتياطيّ وكأنّ مدركه دعوى الإجماع على مبطليّة التعليق للعقود.

(2) تقدّم: أنّه لا دليل على اشتراط القبض في الأوقاف العامّة.

(3) أمّا بطلانه وقفاً فلأنّ الوقف يستبطن في مفهومه عدم التوقيت، وأمّا بطلانه حبساً فلأنّ الحبس يستبطن عدم خروج العين من ملك المالك في حين أنّ الوقف يستبطن خروج العين من ملك المالك.

398

بين كون الموقوف عليه ممّا ينقرض غالباً وكونه ممّا لا ينقرض غالباً فاتّفق انقراضه. نعم، يستثنى من ذلك ما إذا ظهر من القرائن(1) أنّ خصوصيّة الموقوف عليه ملحوظة بنحو تعدّد المطلوب بأن كان الواقف قد أنشأ التصدّق بالعين وكونه على نحو خاصّ، فإذا بطلت الخصوصيّة بقي أصل التصدّق، فإذا قامت القرينة على ذلك وانقرض الموقوف عليه لم يرجع إلى الوارث أو ورثته، بل يجب أن يتصدّق به(2).

(مسألة: 18) إذا وقف عيناً على غيره وشرط عودها إليه عند الحاجة، ففي صحّته قولان، والأظهر البطلان(3).

(مسألة: 19) يشترط في صحّة الوقف التنجيز(4)، فلو علّقه على أمر مستقبل معلوم الحصول أو متوقّع الحصول أو أمر حاليٍّ محتمل الحصول إذا كان لا يتوقّف عليه صحّة العقد بطل، فإذا قال: وقفت داري إذا جاء رأس الشهر، أو إذا ولد لي



(1) وقد يكون نفس كون الوقف على من لا ينقرض غالباً قرينة على ظهور الكلام في تخلّي الواقف نهائيّاً عن الوقف.

(2) بل يجب البناء على بقائه وقفاً، والأحوط وجوباً البناء على بقائه وقفاً بلحاظ أقرب الجهات إلى الموقوف عليهم المنقرضين. أمّا فرض ظهور القرائن في أنّ المقصود التصدّق بالعين وكونه على النحو المخصوص وهو الوقف بالنحو المفترض، فالظاهر أنّه فرض غير واقعيّ.

(3) لما مضى: من أنّ الوقف يستبطن في مفهومه عدم التوقيت. نعم، لو اُرجع الأمر إلى ما يستبطن عدم التوقيت، بل إلى انقراض الموقوف عليهم، صحّ، كما لو قيّد الموقوف عليهم بالفقراء غير المعاصرين لتجدّد الحاجة للواقف.

(4) أهمّ منشأ له دعوى الإجماع كما ادّعي ذلك في البيع أيضاً، وكون ذلك إجماعاً تعبّديّاً غير واضح عندنا. نعم، لا إشكال في أنّ مقتضى الاحتياط عدم التعليق ـ لشبهة الإجماع ـ مع الأخذ بعين الاعتبار الاستثناءات الموجودة في المتن.

399

ذكر، أو إن كان هذا اليوم يوم الجمعة، بطل، وإذا علّقه على أمر حاليٍّ معلومالحصول أو مجهول الحصول إذا كان يتوقّف عليه صحّة العقد كما إذا قال زيد: وقفت داري إن كنتُ زيداً، أو وقفت داري إن كانت لي، صحّ.

(مسألة: 20) إذا قال: هذا وقف بعد وفاتي بطل، إلّا أن يفهم منه الوصيّة بالوقف فيجب العمل بها فيوقف بعده.

(مسألة: 21) يشترط في صحّة الوقف إخراج الواقف نفسه عن الوقف، فإذا وقف على نفسه بطل(1)، وإذا قال: داري وقف عليَّ وعلى أخي على نحو التشريك بطل الوقف في نصف الدار، وإذا كان على نحو الترتيب بأن قصد الوقف على نفسه ثمّ على أخيه، كان الوقف من المنقطع الأوّل، وإن قصد الوقف على أخيه ثمّ على نفسه كان من المنقطع الآخر، أو قال: هي وقف على أخي ثمّ على نفسي ثمّ على أخي كان من المنقطع الوسط، والأقسام الثلاثة كلّها باطلة بالنسبة إلى نفسه(2).



(1) أصل اشتراط إخراج الواقف نفسه وبطلان الوقف على النفس واضح فيما هو المفهوم العرفيّ من عنوان الوقف، فلو وقف على نفسه لم تشمله إطلاقات أدلّة الوقف، ولكن قد يقف على عنوان عامّ يصبح هو مصداقاً له كما لو وقف على عنوان عالم البلد وكان هو مصداقاً له، وهذا لا ينبغي الإشكال في دخوله في المطلقات.

(2) أمّا أصل الوقف المنقطع الأوّل أو الوسط أو الآخر فالظاهر صحّته؛ لإطلاق أدلّة: «الوقوف حسب ما يوقفها أهلها»(1).


(1) كصحيحة الصفّار الواردة في الوسائل، ج 19 بحسب طبعة مؤسّسة آل البيت، ب 2 من الوقوف والصدقات، ح 1، ص 175: «أنّه كتب إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ...»، وصحيحة محمّد بن يحيى: «كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمّد(عليه السلام)...». نفس المصدر، ح 2، ص 175 ـ 176، وصحيحة الصفّار: «كتبت إلى أبي محمّد(عليه السلام) أسأله...». نفس المصدر، ب 7 من تلك الأبواب، ح 2، ص 192 ـ 193.

400

(مسألة: 22) إذا وقف على أولاده واشترط عليهم وفاء ديونه من مالهم عرفيّةً كانت الديون أم شرعيّةً كالزكاة والكفّارات الماليّة، صحّ(1)، وإن اشترط وفاء ديونه من الوقف بطل(2).

(مسألة: 23) إذا وقف على جيرانه واشترط عليهم أكل ضيوفه أو القيام بمؤونة أهله وأولاده حتّى زوجته صحّ(3). نعم، إذا اشترط عليهم نفقة زوجته الواجبة عليه من الوقف بطل(4)، وإن كان من مالهم صحّ.

(مسألة: 24) إذا وقف عيناً له على وفاء ديونه العرفيّة والشرعيّة بعد الموت، ففي صحّته كما قيل إشكال، وكذا في الإشكال ما لو وقفها على أداء العبادات عنه بعد الوفاة(5).



(1) لا يخفى أنّ الوقف لم يكن أمراً متقوّماً بتوافق بين الواقف والموقوف عليه حتّى يتعقّل فيه التقييد بشرط من هذا القبيل، بل كان مجرّد إيقاع من قِبل الواقف، فلو صحّ لم يبقَ أثر لهذا الشرط. نعم، بالإمكان إرجاع الشرط إلى التقييد في الموقوف عليه، بأن يقف على من يوفي دينه، فالذي أراد أن يكون مصداقاً للموقوف عليه يضطرّ إلى وفاء دين الواقف كي ينطبق عليه القيد الذي اُخذ في الموقوف عليه.

(2) لو رجع الشرط إلى التقييد في الموقوف عليه فلا مبرّر لبطلانه، ولو رجع الشرط إلى استثناء بعض المنافع من الوقف فأيضاً لا مبرّر لبطلانه.

(3) لابدّ من رجوع الشرط إلى التقييد في الموقوف عليه حتّى يصحّ بالمعنى المتقدّم في المسألة السابقة.

(4) تقدّم في المسألة السابقة: أنّه إن كان ذلك بمعنى التقييد في الموقوف عليه أو بمعنى استثناء بعض المنافع من الوقف، فلا مبرّر لبطلانه. نعم، لو أراد الوقف على نفسه، فلا إشكال في بطلانه.

(5) وجه الاستشكال احتمال رجوع ذلك عرفاً إلى الوصيّة وأن يكون حكمه حكم الوصيّة لا حكم الوقف.

401

(مسألة: 25) إذا أراد التخلّص من إشكال الوقف على النفس يملّك العين لغيره ثمّ يقفها غيره على النهج الذي يريد من إدرار مؤونته ووفاء ديونه ونحو ذلك. أ مّا إذا آجرها مدّةً وجعل له خيار الفسخ وبعد الوقف يفسخ الإجارة، فالظاهر أنّه لا يجدي في حصول المقصود وإن قيل به ؛ لما عرفت في كتاب الإجارة من أنّ الفسخ يوجب رجوع المنفعة إلى الموقوف عليهم تبعاً للعين، ولا ترجع إلى الواقف(1). وأ مّا إذا وقفها واشترط بقاء منافعها على ملكيّته مدّةً معيّنةً كسنة، أو غير معيّنة مثل مدّة حياة ففي صحّته إشكال ؛ لاحتمال رجوعه إلى الوقف على النفس ؛ لأنّه وقف على نحو يرجع بعض منافعه إليه(2)، والأظهر البطلان.

(مسألة: 26) يجوز انتفاع الواقف بالعين الموقوفة في مثل المساجد والقناطر والمدارس، ومنازل المسافرين، وكتب العلم، والزيارات والأدعية، والآبار



(1) يشير(رحمه الله) بذلك إلى ما كان قد استظهره في كتاب الإجارة ـ في المسألة 12 ـ من أنّ المؤجر لو باع العين المستأجرة قبل نهاية مدّة الإجارة ثمّ فسخت الإجارة، فالمقدار الباقي من المنفعة يرجع إلى المشتري تبعاً للعين لا إلى البائع، فكذلك في المقام ترجع المنافع الباقية إلى الموقوف عليه تبعاً للعين لا إلى الواقف.

أقول: الصحيح في باب البيع رجوع المنفعة الباقية إلى البائع لا المشتري، وفي باب الوقف رجوعها إلى الواقف(1).

(2) الظاهر: أنّ هذا يرجع إلى استثناء بعض المنافع عن التسبيل، ولا علاقة له بالوقف على النفس.


(1) والوجه في ذلك: أنّ المؤجر الذي باع العين قبل تمام مدّة الإجارة فقد باعها مسلوبة المنفعة، والواقف الذي وقف العين قبل تمام مدّة الإجارة فقد وقفها أيضاً من دون تسبيل المنفعة الباقية، فالمنفعة الباقية ترجع إلى البائع أو الواقف دون المشتري أو الموقوف عليه.

402

والعيون، ونحوها ممّا لم تكن المنفعة معنونةً بعنوان خاصٍّ مضاف إلى الموقوف عليه، بل قصد مجرّد بذل المنفعة وإباحتها للعنوان العامّ الشامل للواقف. أ مّا إذا كان الوقف على الأنحاء الاُخر مع كون الموقوف عليه عنواناً عامّاً ففي جواز مشاركة الواقف إشكال(1).

(مسألة: 27) إذا تمّ الوقف كان لازماً لا يجوز للواقف الرجوع فيه، وإن وقع في مرض الموت لم يجز للورثة ردّه وإن زاد على الثلث.

 

[فصل في شرائط الواقف:]

(مسألة: 1) يعتبر في الواقف أن يكون جائز التصرّف بالبلوغ والعقل والاختيار، وعدم الحجر لسفه أو رقٍّ أو غيرهما، فلا يصحّ وقف الصبيّ وإن بلغ عشراً(2). نعم، إذا أوصى بأن يوقف ملكه بعد وفاته على وجوه البرِّ والمعروف



(1) أفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله): «إذا كان الوقف على عنوان عامّ انطبق عليه كعنوان الفقراء وكان هو فقيراً، فلا إشكال فيه، وإن كان وقف على نحو القضيّة الخارجيّة المشيرة إلى أشخاص معيّنين وهو أحدهم، كما لو وقف على أولاد أبيه وهو طبعاً أحد أولاد أبيه، فلا يصحّ أن يشمل ذلك نفس الواقف». ونِعْمَ ما أفاده.

(2) خلافاً للطوسيّ والمفيد والإسكافيّ والتقيّ وغيرهم(1).


(1) وكأنّ مستندهم في تصحيح وقفه الروايات الواردة في تصحيح صدقته كصحيح زرارة عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «إذا أتى على الغلام عشر سنين فإنّه يجوز له في ماله ما أعتق أو تصدّق أو أوصى على حدّ معروف وحقّ فهو جائز» ـ الوسائل، ج 19 بحسب طبعة مؤسّسة آل البيت، ب 44 من الوصايا، ح 4، ص 362، وب 15 من الوقوف والصدقات، ح 1، ص 211، وج 23 من تلك الطبعة، ب 56 من العتق، ح 1، ص 91 ـ إلّا أنّ شمول الصدقة في مثل هذه الرواية للوقف غير واضح.

403

وكان قد بلغ عشراً وعقل، نفذت وصيّته، كما تقدّم، وإذا وقف بإذن الوليّ وكان مصلحة ففي بطلانه إشكال، والأظهر الصحّة.

(مسألة: 2) يجوز للواقف جعل الولاية على العين الموقوفة لنفسه ولغيره على وجه الاستقلال والاشتراك، كما يجوز له أيضاً جعل الناظر على الوليّ بمعنى المشرف عليه أو بمعنى المرجع له في النظر، ولا فرق في المجعول له الولاية والنظارة بين العادل والفاسق. نعم، إذا خان ضمّ إليه الحاكم الشرعيّ من يمنعه عنها، فإن لم يمكن عزله.

(مسألة: 3) يجوز للمجعول له الولاية أو النظارة الردّ وعدم القبول، وإذا قبل لم يجز له الردّ بعد ذلك على الأقوى.

(مسألة: 4) يجوز أن يجعل الواقف للوليّ والناظر مقداراً معيّناً من ثمرة العين الموقوفة أو منفعتها، سواء أكان أقلّ من اُجرة المثل أم أكثر أم مساوياً، فإن لم يجعل له شيئاً كان له اُجرة المثل إن كان لعمله اُجرة(1)، إلّا أن يظهر من الواقف المجّانيّة.

(مسألة: 5) إذا لم يجعل الواقف وليّاً على الوقف كانت الولاية عليه(2)



(1) كأنّ المقصود: دعوى انصراف الإطلاق عادة في العمل الذي له اُجرة إلى كونه باُجرة(1).

(2) في الأوقاف العامّة وفي غير الموجود من الموقوف عليهم؛ لأنّ الحاكم الشرعيّ هو الوليّ على العناوين العامّة وعلى غير الموجود من الموقوف عليهم.


(1) ولا ينبغي تخريج هذا الكلام بأنّ الأمر يوجب الضمان، فإنّه لو كان المقصود ذلك لكان المفروض أن تجعل الاُجرة على الواقف لا على ثمرة العين الموقوفة أو منفعتها، في حين أنّ مقصود المصنّف في المقام كون الاُجرة على ثمرة العين الموقوفة أو منفعتها.

404

للحاكم الشرعيّ. نعم، إذا كان الوقف على نحو تمليك المنفعة(1) وكان خاصّاً، كانت الولاية على المنفعة للموقوف عليه، والولاية فيما زاد على ذلك للحاكم الشرعيّ، فإذا قال: هذه الدار وقف على أن تكون منفعتها لأولادي ومن بعدهم لأولادهم وهكذا، فالولاية على المنفعة المملوكة تكون للأولاد، وما زاد على ذلك من التصرّفات في العين الموقوفة من تعمير ونحوه ممّا لا يرجع إلى التصرّف في المنفعة يكون تحت ولاية الحاكم الشرعيّ(2)، وإذا لم يكن الوقف خاصّاً، أو كان ولم يكن على نحو التمليك(3) بأن كان على نحو الصرف وغيره من الأنواع، فالولاية(4) للحاكم الشرعيّ.

(مسألة: 6) إذا جعل الواقف وليّاً أو ناظراً على الوليّ فليس له عزله. نعم، إذا فقد شرط الواقف كما إذا جعل الولاية للعدل ففسق،أو للأرشد فصار غيره أرشد، أو نحو ذلك، انعزل بذلك بلا حاجة إلى عزل.

(مسألة: 7) يجوز للواقف أن يفوِّض تعيين الوليّ على الوقف إلى شخص بعينه، وأن يجعل الولاية لشخص ويفوّض إليه تعيينَ مَن بعده.

(مسألة: 8) إذا عيّن الواقف للوليّ (المجعول له الولاية) جهةً خاصّةً اختصّت



(1) بل الوقف دائماً هو تمليك للعين وتسبيل للمنفعة.

(2) بل تحت ولاية الحاكم والموجودين من الموقوف عليهم معاً كما أفاده اُستاذنا(رحمه الله)(1).

(3) قد عرفت: أنّ الوقف دائماً تمليك للعين.

(4) في الأوقاف العامّة وفي غير الموجود من الموقوف عليهم.


(1) لأنّ العين ملك للأولاد الأصليّين ومن بعدهم لأولادهم، ووليّ أولاد الأولاد في الحال الحاضر هو الحاكم الشرعيّ، فالولاية إذن تكون لمجموع البطن الأوّل والحاكم الشرعيّ.

405

ولايته بتلك الجهة، وكان المرجع في بقيّة الجهات(1) الحاكم الشرعيّ، وإن أطلق له الولاية كانت الجهات كلّها تحت ولايته، فله الإجارة، والتعمير، وأخذ العوض، ودفع الخراج، وجمع الحاصل وقسمته على الموقوف عليهم، وغير ذلك ممّا يكون تحت ولاية الوليّ. نعم، إذا كان تنصرف إليه الولاية اختصّت بذلك المتعارف.

(مسألة: 9) لا يشترط في الواقف الإسلام، فيصحّ وقف الكافر على الأقوى.

 

فصل في شرائط العين الموقوفة:

(مسألة: 1) يعتبر في العين الموقوفة أن تكون عيناً موجودة، فلا يصحّ وقف الدين، ولا وقف الكلّيّ(2)، ولا وقف المنفعة، فإذا قلت: وقفتُ ما هو لي في ذمّة زيد من فراش أو إناء أو نحوهما، أو وقفت فرساً، أو وقفت منفعة داري، لم يصحّ في الجميع.

(مسألة: 2) يعتبر أن تكون العين مملوكةً أو بحكمها، فلا يصحّ وقف الحرّ والمباحات الأصليّة قبل حيازتها، ويجوز وقف إبل الصدقة وغنمها وبقرها إذا كان الواقف الحاكم الشرعيّ(3) وإن لم تكن مملوكة.

(مسألة: 3) يعتبر أن تكون العين ممّا يمكن الانتفاع بها مع بقائها، فلا يصحّ وقف الأطعمة والخضر والفواكه ممّا لا نفع فيه إلّا بإتلاف عينه، وأن تكون المنفعة



(1) ممّا كانت بحاجة إلى وليّ غير الموقوف عليه.

(2) بمعنى الكلّيّ في الذمّة كما أفاده اُستاذنا(رحمه الله). أمّا الكلّيّ في المعيّن فلا يخلو البطلان فيه من إشكال(1).

(3) أفاد اُستاذنا(رحمه الله): «أو كان الواقف مالكاً للعين الزكويّة وكان الوقف على نحو يصدق عليه سبيل الله، فإنّ هذا بنفسه يكون أداءً للزكاة». ونـِعْمَ ما أفاد.


(1) لأنّ له حظّاً من الوجود الخارجيّ في نظر العرف.

406

محلّلةً، فلا يصحّ وقف آلات اللهو وآلات القمار والصلبان ونحوها ممّا يحرم الانتفاع بها، وأن تكون المنفعة المقصودة بالوقف محلّلةً، فلا يصحّ وقف الدابّة لحمل الخمر والخنزير.

(مسألة: 4) يعتبر أن تكون العين ممّا يمكن قبضها حال الوقف، فلا يصحّ وقف الجمل الشارد والطير الطائر(1).

(مسألة: 5) لا إشكال في صحّة وقف الثياب والأواني والفرش والدور والبساتين والأراضي الزراعيّة والكتب والسلاح والحيوانات إذا كان ينتفع بها في الركوب أو الحمل أو اللبن أو الوبر والشعر والصوف أو غير ذلك، وكذا غيرها ممّا له منفعة محلّلة، ويجوز وقف الدراهم والدنانير إذا كان ينتفع بها في التزيين، وأ مّا وقفها لحفظ الاعتبار ففيه إشكال.

(مسألة: 6) المراد من المنفعة أعمّ من المنفعة العينيّة مثل الثمر واللبن ونحوهما، والمنفعة الفعليّة مثل الركوب والحرث والسكنى وغيرها.

(مسألة: 7) لا يشترط في المنفعة أن تكون موجودةً حال الوقف، فيكفي أن تكون متوقّعة الوجود في المستقبل، مثل وقف الشجرة قبل أن تثمر، ووقف الدابّة الصغيرة قبل أن تقوى على الركوب أو الحمل عليها.

 

فصل في شرائط الموقوف عليه:

(مسألة: 1) يشترط في الموقوف عليه اُمور:

الأوّل: التعيين، فإذا وقف على المردّد بين شيئين أو الأشياء مثل أحد المسجدين



(1) مادامت العين باقية في ملك مالكها، فالظاهر أنّه يصحّ وقفها كما أفاده اُستاذنا الشهيد(رحمه الله).

407

أو أحد المشهدين أو أحد الولدين، لم يصحّ(1).

الثاني: أن يكون موجوداً حال الوقف، فلا يصحّ الوقف على المعدوم حاله(2)، سواء أكان موجوداً قبل ذلك كما إذا وقف على زيد الذي مات أو يوجد بعد الوقف، مثل أن يقف على ولده الذي سيولد وإن كان حملا لم ينفصل حين الوقف(3). نعم، إذا وقف على المعدوم تبعاً للموجود كما إذا وقف على أولاده ثمّ على أولادهم ثمّ على أولاد أولادهم وهكذا، صحّ.

(مسألة: 2) إذا وقف على أولاده الموجودين ثمّ على من سيوجد على أن يكون بعد وجوده مقدَّماً على الموجودين، فالظاهر الصحّة.

الثالث: أن لا يكون الوقف عليه على نحو الصرف في المعصية، كالصرف في الزنا، وشرب الخمر، ونسخ كتب الضلال ونشرها وتدريسها(4)، وشراء آلات الملاهي، ونحو ذلك.



(1) إلّا إذا رجع إلى الوقف على الجامع، فيكون التعيين بيد وليّ الوقف كما أفاده اُستاذنا الشهيد(رحمه الله).

(2) كأنّ مقصود المصنّف فرض الوقف على الأشخاص كالأولاد، لا فرض الوقف على الأصناف كالزوّار والفقراء والعلماء والحجّاج وما إلى ذلك(1).

(3) لا نكتة معقولة لبطلان الوقف على الحمل الذي سيولد.

(4) نعم، الوقف على نسخ كتب الضلال وردّها وإبطالها لا بأس به.


(1) فإنّ الدليل على البطلان: إمّا هو الإجماع أو الفهم العرفيّ لعنوان الوقف، وكلاهما يختصّان بالوقف على الأشخاص الذين لم يوجدوا بعدُ، ولا يشملان الوقف على الأصناف، كما لا يشملان أيضاً الوقف على المعدوم تبعاً للموجود، كما إذا وقف على أولاده ثمّ على أولادهم ثمّ على أولاد أولادهم.

408

(مسألة: 3) يجوز وقف المسلم على الكافر فيما لا يكون إعانةً له على المعصية(1).

(مسألة: 4) يجوز الوقف على المملوك قِنّاً كان أم غيره على نحو التمليك أم الصرف(2).

(مسألة: 5) إذا وقف على ما لا يصحّ الوقف عليه وما يصحّ على التشريك بطل بالنسبة إلى حصّة الأوّل وصحّ بالنسبة إلى حصّة الثاني، وإن كان على نحو الترتيب فإن كان الأوّل مقدَّماً فالأقوى بطلانه رأساً(3)، وإن كان مؤخَّراً كان من المنقطع الآخر فيصحّ فيما يصحّ الوقف عليه ويبطل فيما بعده.

(مسألة: 6) إذا وقف على ما يصحّ الوقف عليه ثمّ على ما لا يصحّ الوقف عليه ثمّ على ما يصحّ الوقف عليه كان من المنقطع الوسط، فيصحّ في الأوّل ويبطل فيما بعده(4) مطلقاً حتّى في الأخير.

(مسألة: 7) إذا وقف على الزائرين أو الحجّاج أو عالم البلد أو نحو ذلك من العناوين العامّة التي توجد لها أفراد في وقت ولا توجد في وقت آخر، صحّ وإن لم يكن له فرد حين الوقف.



(1) إن كان وقف المسلم على مصالح الكافر، فالوقف في ذاته صحيح وإن حرمت على الكافر الاستعانة به على المعصية كحرمة الاستعانة بأيّ مال حلال على المعصية.

(2) بمعنى وقف العين على الصرف.

(3) لأنّه يصبح من الوقف المنقطع الأوّل وهو خلاف الفهم العرفيّ لعنوان الوقف.

(4) لأنّه دخل ـ بلحاظ هذا المقدار فما بعد ـ في الوقف المنقطع الأوّل الذي عرفت الإشكال فيه.

409

 

فصل في بيان المراد من بعض عبارات الواقف(1):

(مسألة: 1) إذا وقف مسلم على الفقراء أو فقراء البلد فالمراد فقراء المسلمين، وإذا كان الواقف من الشيعة فالمراد فقراء الشيعة، وإذا كان كافراً فالمراد فقراء أهل دينه، فإن كان يهوديّاً فالمراد فقراء اليهود، وإن كان نصرانيّاً فالمراد فقراء النصارى، وهكذا، وكذا إذا كان سنّيّاً فالمراد فقراء السنّة، وإذا كان السنّيون على مذاهب بحيث لا ينعطف بعضهم على بعض اختصّ بفقراء مذهب الواقف.

(مسألة: 2) إذا وقف على الفقراء أو فقراء البلد أو فقراء بني فلان أو الحجّاج أو الزوّار أو العلماء أو مجالس العزاء لسيّد الشهداء(عليه السلام) أو خصوص مجالس البلد، فالظاهر منه المصرف، فلا يجب الاستيعاب وإن كانت الأفراد محصورة. نعم، إذا وقف على جميعهم وجب الاستيعاب، فإن لم يمكن لتفرّقهم عزل حصّة من لم يتمكّن من إيصال حصّته إليه إلى زمان التمكّن، وإذا شكّ في عددهم اقتصر على الأقلّ المعلوم، والأحوط له التفتيش والتفحّص. وإذا قال: هذا وقف على أولادي أو ذرّيّتي أو أصهاري أو أرحامي أو تلامذتي أو مشايخي أو جيراني، فالظاهر منه العموم، فيجب فيه الاستيعاب.

(مسألة: 3) إذا وقف على المسلمين كان لمن أقرّ بالشهادتين، فيدخل فيه جميع الفِرَق حتّى من حكم بكفرهم شرعاً، نعم، إذا كان كفرهم لعدم الإقرار بالرسالة في الجملة فلا يشملهم الوقف، ولا فرق بين أن يكون الواقف منهم ومن غيرهم، كما أنّه لا إشكال في عموم المسلمين للذكور والإناث والكبار والصغار.



(1) تمام ما في هذا الفصل مجرّد استظهارات، وقد يناقش بعض في بعض هذه الاستظهارات.

410

(مسألة: 4) إذا وقف على المؤمنين اختصّ بالاثني عشريّة من الإماميّة، ولا فرق بين الرجال والنساء والأطفال والمستضعفين، ولا بين العدول والفسّاق، وكذا إذا وقف على الشيعة. نعم، إذا كان الواقف من بعض الفرق الاُخر من الشيعة فالظاهر من الشيعة العموم للاثني عشريّة وغيرهم ممّن يعتقد الخلافة لعليٍّ(عليه السلام) بلا فصل.

(مسألة: 5) إذا وقف في سبيل الله تعالى أو في وجوه البرّ فالمراد منه ما يكون قربةً وطاعة.

(مسألة: 6) إذا وقف على أرحامه أو أقاربه فالمرجع فيه العرف، وإذا وقف على الأقرب فالأقرب كان على كيفيّة الإرث.

(مسألة: 7) إذا وقف على أولاده اشترك الذكر والاُنثى والخنثى. نعم، إذا كان العرف الخاصّ لبعض البلاد خصوص الذكر، اختصّ به دون الاُنثى، وكذا الحال إذا وقف على أولاده وأولاد أولاده.

(مسألة: 8) إذا وقف على إخوته اشترك الإخوة للأبوين والإخوة للأب فقَط والإخوة للاُمّ فقط بالسويّة، وكذا إذا وقف على أجداده اشترك الأجداد لأبيه والأجداد لاُمّه، وكذا إذا وقف على الأعمام أو الأخوال فإنّه يعمّ الأعمام للأبوين وللأب وللاُمّ وكذلك الأخوال، ولا يشمل الوقف على الإخوة أولادهم، ولا الأخوات، ولا الوقف على الأعمام والأخوال أعمام الأب والاُمّ وأخوالهما والعمّات مطلقاً، والخالات كذلك.

(مسألة: 9) إذا وقف على أبنائه لم تدخل البنات، وإذا وقف على ذرّيّته دخل الذكر والاُنثى والصلبيّ وغيره.

(مسألة: 10) إذا قال: هذا وقف على أولادي ما تعاقبوا وتناسلوا، فالظاهر منه التشريك، وإذا قال: وقف على أولادي الأعلى فالأعلى، فالظاهر منه الترتيب،

411

وإذا قال: وقف على أولادي نسلا بعد نسل أو طبقةً بعد طبقة أو طبقةً فطبقةً، ففي كونه للترتيب أو للتشريك قولان، والأظهر الأوّل.

(مسألة: 11) إذا تردّد الموقوف عليه بين عنوانين أو شخصين فالمرجع في تعيينه القرعة، وإذا شكّ في الوقف أنّه ترتيبيّ أو تشريكيّ: فإن كان إطلاق في عبارة الواقف كان مقتضاه التشريك، وإن لم يكن إطلاق اُعطي أهل المرتبة المحتملة للتقدّم حصّتهم واُقرع في الحصّة المردّدة بينهم وبين من بعدهم، فيعطى من خرجت القرعة باسمه.

(مسألة: 12) إذا وقف على العلماء فالظاهر منه علماء الشريعة، فلا يشمل علماء الطبّ والنجوم والهندسة والجغرافيا ونحوهم.

(مسألة: 13) إذا وقف على أهل بلد اختصّ بالمتوطّنين والمجاورين منهم، ولا يشمل المسافرين وإن نَوَوا إقامة.

(مسألة: 14) إذا وقف على مسجد أو مشهد صرف نماؤه في مصالحه: من تعمير وفراش وسراج وكنس ونحو ذلك من مصالحه، وفي جواز إعطاء شيء من النماء لإمام الجماعة إشكال، إلّا أن تكون قرينة على إرادة ما يشمل ذلك(1)فيعطى منه حينئذ.

(مسألة: 15) إذا وقف على الحسين(عليه السلام) صرف في إقامة عزائه مع بذل الطعام فيه وبدونه، والأحوط إهداء ثواب ذلك إليه(عليه السلام)، ولا فرق بين إقامة مجلس للعزاء وأن يعطى الذاكر لعزائه(عليه السلام) في المسجد أو الحرم أو الصحن أو غير ذلك.



(1) قد لا تكون قرينة على إرادته بالخصوص، ولكن انعقد ظهور عرفيّ في الإطلاق، فلعلّ الإنفاق على إمام المسجد أصبح شأناً عرفيّاً للمسجد في أعراف المتشرّعة، فينطبق عليه العنوان ولو لم يكن الواقف قد لاحظ هذا الشأن بالخصوص.

412

(مسألة: 16) إذا وقف على ميّت أو أموات صرف في مصالحهم الاُخرويّة: من الصدقات عنهم وفعل الخيرات لهم، وإذا احتمل اشتغال ذمّتهم بالديون صرفأيضاً في إفراغ ذمّتهم.

(مسألة: 17) إذا وقف على النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة(عليهم السلام) صرف في إقامة مجالس لذكر فضائلهم ومناقبهم ووفيّاتهم وبيان ظلاماتهم ونحو ذلك ممّا يوجب التبصّر بمقامهم الرفيع، والأحوط إهداء ثواب ذلك إليهم(عليهم السلام)، ولا فرق بين إمام العصر(عج)(1) وآبائه الطاهرين. نعم، لو وقفه على أن يكون النماء ملكاً له(عليه السلام)كان حاله حال سهمه المبارك من الخمس.

(مسألة: 18) إذا وقف على أولاده فالأقوى العموم لأولاد أولاده وأولادهم وإن سفلوا.

(مسألة: 19) إذا قال: هذا وقف على أولادي فإذا انقرض أولادي وأولاد أولادي فهو على الفقراء، فالأقوى أنّه وقف على أولاده الصلبيّين وغيرهم على التشريك، وكذا إذا قال: وقف على أولادي فإذا انقرضوا وانقرض أولاد أولادي فهو على الفقراء على الأقوى.

(مسألة: 20) إذا قال: هذا وقف على سكنى أولادي فالظاهر أنّه لا يجوز أن يؤجروها ويقتسموا الاُجرة، بل يتعيّن عليهم السكنى فيها، فإن أمكن سكنى الجميع سكنوا جميعاً، وإن تشاحّوا في تعيين المسكن فالمرجع نظر الوليّ، فإن تعدّد الأولياء واختلف نظرهم فالمرجع الحاكم الشرعيّ، وإذا اختلف حكّام



(1) أفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله): «إذا كان الوقف على مقام إمامته فالأمر كذلك، وإذا كان على شخصه الشريف توقّف على القبض ولو من نائبه». ونِعْمَ ما أفاد.

413

الشرع فالمرجع القرعة(1)، وإذا امتنع بعضهم عن السكنى حينئذ جاز للآخر الاستقلال فيها وليس عليه شيء لصاحبه، وإن تعذّر سكنى الجميع اقتسموها بينهم يوماً فيوماً أو شهراً فشهراً أو سنةً فسنة، وإن اختلفوا في ذلك وتشاحّوا فالحكم كما سبق، وليس لبعضهم ترك السكنى وعدم الرضا بالمهاياة والمطالبة بالاُجرة حينئذ بالنسبة إلى حصّته.

(مسألة: 21) إذا قال: هذا وقف على الذكور من أولادي أو ذكور أولادي نسلا بعد نسل أو طبقةً بعد طبقة، اختصّ بالذكور من الذكور، ولا يشمل الذكور من الإناث.

(مسألة: 22) إذا قال: هذا وقف على إخوتي نسلا بعد نسل فالظاهر العموم لأولادهم الذكور والإناث.

(مسألة: 23) إذا قال: هذا وقف على أولادي ثمّ أولاد أولادي كان الترتيب بين أولاده الصلبيّين وأولادهم، ولا يكون بين أولاد أولاده وأولادهم ترتيب، بل الحكم بينهم على نحو التشريك.

(مسألة: 24) إذا وقف على زيد والفقراء فالظاهر التنصيف، وكذا إذا قال: وقف على زيد وأولاد عمرو، أو أولاد عمرو والعلماء والفقراء.

(مسألة: 25) إذا وقف على الزوّار فالظاهر الاختصاص بغير أهل المشهد ممّن يأتي من الخارج للزيارة، وفي كونه كذلك إذا قال: وقف على من يزور إشكال.



(1) قد أثبتنا في كتابنا في القضاء أنّ حجّيّة القرعة لم تثبت إلّا بمقدار الحجّيّة القضائيّة لا الذاتيّة، أي: ليس لأحد أن يلزم خصمه بإرغامه بالرضا بالقرعة، وإنّما للقاضي الشرعيّ ـ وهو حاكم الشرع ـ أن يرغمهما بنتيجة التحكيم، ولكن نقول في المقام: إنّه مع التشاحّ في تعيين المسكن واختلاف نظر الأولياء إن أرادوا تحليل سَكَنهم فلا محيص إلّا أن يتراضيا بالقرعة، فتجري القرعة بتراضيهما لا بإرغام أحدهما الآخر على القرعة.

414

 

فصل في بعض أحكام الوقف:

(مسألة: 1) إذا تمّ الوقف لا يجوز للواقف ولا لغيره التبديل والتغيير في الموقوف عليه بنقله منهم إلى غيرهم وإخراج بعضهم منه وإدخال أجنبيّ عنهم معهم إذا لم يشترط ذلك، أ مّا إذا اشترط إدخال من يشاء معهم فالظاهر صحّته، وحينئذ إذا أدخل غيرهم معهم نفذ، وإذا لم يدخل أحداً إلى أن مات بقي الوقف على حاله الاُولى، وإذا اشترط إخراج بعضهم ففي صحّته إشكال(1).

(مسألة: 2) العين الموقوفة تخرج عن ملك الواقف ولا تدخل في ملك الموقوف عليه، بل تكون صدقةً ويكون نماؤها ملكاً للموقوف عليه، أو يتعيّن صرفه في الجهة الموقوف عليها على اختلاف كيفيّات الوقف، كما تقدّم في أوائل كتاب الوقف(2).

(مسألة: 3) إذا اشترط الواقف شرطاً في الموقوف عليه، كما إذا وقف المدرسة على الطلبة العدول أو المجتهدين ففقد الشرط، خرج عن الوقف، وإذا اشترط عليه شرطاً، كما إذا وقف على الطلبة واشترط عليهم التهجّد في الليل وجب فعل الشرط، فإن لم يتهجّد قيل: لم يخرج عن الوقف وجازت له الإقامة في المدرسة وإن عصى بترك التهجّد، ولا يخلو من إشكال(3).



(1) أفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله): «الأقرب الصحّة بإرجاعه إلى تقييد في الموقوف عليه». ونِعْمَ ما أفاد.

(2) مضى أنّ ما عدا وقف المسجد دائماً يرجع إلى التمليك وقد تقدّم تفصيل الكلام في ذلك.

(3) أفاد اُستاذنا(رحمه الله): «إذا رجع إلى شرط في الموقوف عليه فبتركه للتهجّد خرج عن كونه موقوفاً عليه، وإلّا لم يجب فعله تكليفاً بمجرّد اشتراط الواقف، ولا يخرج تاركه عن كونه موقوفاً عليه». ونِعْمَ ما أفاد.

415

(مسألة: 4) إذا احتاجت الأملاك الموقوفة إلى التعمير أو الترميم لأجل بقائها وحصول النماء منها فإن عيّن الواقف لها ما يصرف فيها عمل عليه، وإلّا صرف من نمائها وجوباً مقدّماً على حقّ الموقوف عليهم، وإذا احتاج إلى التعمير بحيث لولاه لم يبقَ للبطون اللاحقة فالظاهر وجوبه وإن أدّى إلى حرمان البطن السابق(1).

(مسألة: 5) الثمر الموجود على النخل أو الشجر حين إجراء صيغة الوقف باق على ملك مالكها، ولا يكون للموقوف عليه(2)، وكذا الحمل الموجود حين وقف الدابّة واللبن والصوف الموجودان حين وقف الشاة.

(مسألة: 6) إذا وقف على مصلحة فبطل رسمها كما إذا وقف على مسجد فخرب، أو مدرسة فخربت ولم يمكن تعميرها، أو لم يحتاجا إلى مصرف لانقطاع من يصلّي في المسجد، أو مهاجرة الطلبة أو نحو ذلك، فإن كان الوقف على نحو تعدّد المطلوب كما هو الغالب، صرف نماء الوقف في وجوه البرّ(3).

(مسألة: 7) إذا جهل مصرف الوقف: فإن كانت المحتملات متصادقةً صرف في المتيقّن، كما إذا لم يدرِ أنّ الوقف على العلماء مطلقاً أو على خصوص العدول أو الفقراء(4)، أو لم يدرِ أنّ الوقف على العلماء أو الفقراء، فإنّه يصرف في الفرض



(1) والمدرك لكلّ هذا: الشرط الضمنيّ المفهوم عرفاً من نيّة الواقف حين الوقف.

(2) أفاد اُستاذنا(رحمه الله): «وكذلك ما يتجدّد بعدها قبل القبض في المورد الذي يعتبر فيه القبض». ونِعْمَ ما أفاد.

(3) أفاد اُستاذنا(رحمه الله): «يصرف على الأحوط فيما هو الأقرب كمسجد أو مدرسة اُخرى مع تيسّر ذلك. هذا إذا لم يكن انتفاء المصلحة الموقوف عليها أمراً مترقّباً، وإلّا رجع الوقف بعد بطلانها إلى الواقف كصورة انقراض الموقوف عليهم مع ترقّب ذلك». ونِعْمَ ما أفاد.

(4) في الوقف على الجهات العامّة لا يملك أحد الثمرة قبل القبض، فلا تكون

416

الأوّل على العلماء العدول أو الفقراء، وفي الفرض الثاني على العلماء الفقراء، وإن كانت متباينةً؛ فإن كانت غير محصورة تصدّق به(1)، وإن كانت محصورةً كما إذا لم يدرِ أنّ الوقف على المسجد الفلانيّ أو على المسجد الآخر أو لزيد أو لعمرو على نحو التمليك، فالأقرب الرجوع إلى القرعة في تعيين الموقوف عليه(2).



مجهولة المالك، ولهذا لا يتطرّق احتمال وجوب التصدّق بها بسبب وجوب التصدّق بمجهول المالك، وإنّما هي مجهولة المصرف، ولا يبعد جواز الصرف على الأعمّ عند الدوران بينه وبين الأخصّ كما أفاده اُستاذنا الشهيد(رحمه الله)، وذلك للبراءة عن قيد الخصوصيّة. واستصحاب عدم الوقف على الأعمّ لا يثبت الوقف على الأخصّ حتّى يجب الالتزام به.

(1) إن كان الوقف على الجهات العامّة، فقد عرفت أنّه لا يملك الثمرة أحد قبل القبض، فلا تكون مجهولة المالك حتّى تصل النوبة إلى التصدّق، وعليه فيصرفه على بعض الأطراف عملاً بالامتثال الاحتماليّ بعد العجز عن الامتثال القطعيّ.

نعم، لو فرضنا أنّ الوقف كان على الفرد فكانت ثمرته ملكاً للفرد، فقد أصبحت الثمرة مجهولة المالك، وأفاد اُستاذنا(رحمه الله): «أنّ حكمها التصدّق، وإذا أمكن التصدّق في هذه الحالة على بعض الأطراف في غير المحصور، تعيّن ذلك»، وكأنّ هذا من باب أنّ في ذلك إيصالاً احتماليّاً للمال المقبوض إلى المالك.

أقول: أمّا نحن فنحتمل في المقام كون مجهول المالك ـ غير اللقطة وغير القابل للتعريف ـ ملكاً للإمام، فليحتط في المقام بكون التصدّق بإذن حاكم الشرع.

(2) أفاد اُستاذنا(رحمه الله): «إلّا إذا كان الاحتمال في بعض الأطراف أقوى فيُؤخذ به». ونِعْمَ ما أفاد؛ لأنّ الامتثال الأقوى احتمالاً مقدّم في مورد العلم الإجماليّ على الامتثال الأضعف احتمالاً حينما لا يمكن الجمع بينهما، ومعه لا حيرة في الوظيفة حتّى تصل النوبة إلى القرعة.

417

(مسألة: 8) إذا آجر العين الموقوفة البطن الأوّل من الموقوف عليهم في الوقف الترتيبيّ وانقرضوا قبل انقضاء مدّة الإجارة، لم تصحَّ الإجارة بالنسبة إلى بقيّة المدّة، وكذا الحكم في الوقف التشريكيّ إذا ولد في أثناء المدّة من يشارك الموقوف عليه المؤجر، فإنّه لا تصحّ الإجارة بالنسبة إلى حصّته، والظاهر صحّتها بالإجازة من البطن الثاني في الصورة الاُولى، ومن الشريك في الصورة الثانية، فيكون للمجيز حصّته من الاُجرة، ولا يحتاج إلى تجديد الإجارة وإن كان أحوط. نعم، إذا كانت الإجارة من الوليّ لمصلحة الوقف صحّت ونفذت، وكذا إذا كانت لمصلحة البطون اللاحقة إذا كانت له ولاية على ذلك، فإنّها تصحّ، ويكون للبطون اللاحقة حصّتهم من الاُجرة.

(مسألة: 9) إذا كان للعين الموقوفة منافع مختلفة وثمرات متنوّعة كان الجميع للموقوف له مع إطلاق الوقف، فإذا وقف الشجر أو النخل كانت ثمرتهما ومنفعة الاستظلال بهما والسعف والأغصان والأوراق اليابسة وأكمام الطلع والفسيل ونحوها ممّا هو مبنيّ على الانفصال للموقوف له لا يجوز للمالك ولا لغيره التصرّف فيها إلّا على الوجه الذي اشترطه الواقف.

(مسألة: 10) الفسيل الخارج بعد الوقف إذا نما واستطال حتّى صار نخلا، أو قلع من موضعه وغرس في موضع آخر فنما حتّى صار مثمراً لا يكون وقفاً، بل هو من نماء الوقف، فيجوز بيعه وصرفه في الموقوف عليه، وكذا إذا قطع لإصلاح بعض الأغصان الزائدة وغُرِس فصار شجرةً فإنّه لا يكون وقفاً، بل يجري عليه حكم نماء الوقف من جواز بيعه وصرف ثمنه في مصرف الوقف.

(مسألة: 11) إذا خرب المسجد لم تخرج العرصة عن المسجديّة وإن تعذّر تعميره، وكذا إذا خربت القرية التي هو فيها حتّى بطل الانتفاع به إلى الأبد، بخلاف غيره من الأعيان الموقوفة، فإنّها إذا تعذّر الانتفاع بها في الجهة المقصودة للواقف:

418

إمّا لخرابها وزوال منفعتها، أو لانتفاء الجهة الموقوف عليها، أو لانقراض الموقوف عليه، تبطل وقفيّتها وتبقى صدقةً مطلقةً، أو ترجع ملكاً للواقف، وإذا خرب الوقف ولم تبطل منفعته بل بقي له منفعة معتدّ بها قليلة أو كثيرة، فإن أمكن تجديده وإن كان بإجارته مدّةً وصرف الإجارة في العمارة، وجب ذلك، وإن لم يمكن فالظاهر بقاء الوقفيّة بحالها وتصرف منافعه في الجهة الموقوف عليها، مثلا إذا وقف بستاناً للمسجد فانقطع عنها الماء حتّى يبس شجرها أو انقلع شجرها وبقيت عرصةً وأمكن إيجارها وجب ذلك، وصرفت الاُجرة في مصالح المسجد. نعم، إذا فهم من القرائن أنّ الوقفيّة قائمة بعنوان البستان كما إذا وقفها للتنزّه أو للاستظلال، بطلت الوقفيّة بذهاب عنوان البستان، وتبقى العرصة صدقةً مطلقة، أو ترجع ملكاً للواقف.

(مسألة: 12) يجوز وقف البستان واستثناء نخلة منها، ويجوز له حينئذ الدخول إليها بمقدار الحاجة، كما أنّ له إبقاءها مجّاناً وليس للموقوف عليهم قلعها، وإذا انقلعت ليس له حقّ في الأرض، فلا يجوز له غرس نخلة اُخرى مكانها، وكذا يجوز في وقف الدار استثناء غرفة منها، ولكن إذا خربت بقيت الأرض له ؛ لأنّ الأرض جزء الغرفة.

(مسألة: 13) إذا كانت العين مشتركةً بين الوقف والملك الطلق جازت قسمتها بتمييز الوقف عن الملك الطلق، ويتولّى القسمة المالك للطلق ومتولّي الوقف، بل الأقوى جواز القسمة إذا تعدّد الواقف والموقوف عليه، كما إذا كانت دار مشتركة بين شخصين فوقف كلّ منهما نصفه المشاع على أولاده، وكذا إذا اتّحد الواقف مع تعدّد الموقوف عليه كما إذا وقف مالك الدار نصفها على مسجد ونصفها على مشهد، وكذا إذا اتّحد الواقف والموقوف عليه إذا لم تكن القسمة منافيةً للوقف، كما إذا وقف أرضاً على أولاده وكانوا أربعةً فإنّه يجوز لهم اقتسامها أرباعاً، فإذا صار له ولد آخر بطلت القسمة وجاز اقتسامها أخماساً، فإذا مات اثنان منهم بطلت القسمة وجاز اقتسامها أثلاثاً، وهكذا.