بيانات

بيان سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري دام ظلّه بشأن مصادقة المحكمة العليا في السعودية على قرار إعدام الشيخ نمر باقر النمر


بسم اللّه الرحمن الرحيم

قال عزّ من قائل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ البروج: 10.

من المؤسف جدّاً أن يبلغنا نبأ مصادقة المحكمة العليا في السعوديّة على قرار إعدام العلامة الشيخ نمر باقر النمر، لمجرّد أنّه دعى إلى الحدّ من ظاهرة التمييز المذهبيّ تجاه أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، وطالب بمنحهم الحرّيّة الكافية في ممارساتهم الدينيّة، ويعدّ هذا العمل بادرة تثير القلق في نفوس المسلمين، وسابقة خطرة في تأريخ المملكة، جديرة بأن تكلّفها ثمناً باهضاً، وتدخلها في أزمة حادّة مع شريحة واسعة من المؤمنين في العالم.. بل تنوي السلطات السعوديّة الإقدام على تنفيذ هذا القرار في وقت لم تجفّ فيه بعدُ دماءُ الآلاف من حجيج بيت اللّه الحرام الذين قُتلوا في بيت اللّه الحرام والمشاعر المقدّسة في ظرف وُجّهت فيه أصابع الاتّهام والتقصير إلى قوى الأمن السعوديّ.

ونحن في الوقت الذي نستنكر وندين بشدّة هذا القرار بحقّ الشيخ النمر ندعو كافّة أحرار العالم إلى إدانته والعمل الجادّ على إنقاذ الشيخ ممّا يهدّده من المخاطر، بل ننبّه آل سعود على ضرورة التريّث والتعقّل تجاه هذا القرار في ظرف تورّطت فيه المملكة بمشاريع سياسية فاشلة، ومؤامرات في حقل النفط غير ناضجة، وحروب خاسرة تلطّخت فيها يد اُمرائهم بدماء المسلمين، وتخريب ديارهم في اليمن والبحرين وسوريا والعراق وغيرها، بالتدخّل العسكريّ المباشر، أو بتبنّيهم ودعمهم المنظّمات الإرهابيّة بالمال والسلاح، كتنظيم داعش وغيره، ما وضع البلاد على هاوية التدهور الاقتصاديّ لما تشهده المملكة الآن من التقشّف وانخفاض قيمة الاحتياطي من النقد الأجنبيّ، والانهيار الأمنيّ لما تعانيه حاليّاً من الفلتان والتسيّب الأمنيّ، كنموّ التيارات المتطرفة على أراضيها، وعجز الجهاز الأمنيّ عن إيقاف بادرة التفجيرات الإرهابيّة التي عمّت مناطق مختلفة في المملكة في وقت قريب. بل الصراعات القائمة الآن ـ بسبب ذلك كلّه ـ في داخل الاُسرة الحاكمة على مستقبل السلطة جدير بمزيد من التأنّي والتدبّر.

ولا حول ولا قوّة إلا باللّه العليّ العظيم.

20 محرم الحرام 1437

كاظم الحسيني الحائري