بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ النور: ١٩.
يا أبناء شعبنا العراقي الغيور والأبي؛ مرة اُخرى ترتكب القوى الأجنبية الممثلة تمثيلاً رسمياً في العراق كبعثة الاتحاد الاُوروبي وسفارتي بريطانيا وكندا خطيئة وانتهاكاً صارخاً لقيم ومقدسات وأعراف وأخلاق وأديان أبناء الشعب العراقي برفعهم علم الشاذين جنسياً الذي يرمز لهذه الشرذمة الشاذة حسب أخلاقيات تلك الدول وبما يسمونه هم بـ(علم المثلية الجنسية)! وفي أقدس شهر لدى المسلمين، ألا وهو شهر رمضان المبارك، مما يعني أنّ هذه الدول وممثلياتها المتغطرسة تمارس جهاراً وفي بلد المقدسات الإسلامية انتهاك كل الحرمات والمقدسات بدعمهم لشرذمة الموبوئين والمنبوذين الذين يحكم عليهم الإسلام بأشد العقوبات المضاعفة لانحرافهم عن الفطرة الإنسانية السليمة، ولهذا نحن نعتقد بأنّ هذا الفعل هو فعل متعمد يُراد منه تحدي الهوية الإسلامية للشعب العراقي وما يمثلها من مؤسسات دينية وعشائرية وشعبية، وأنّ من قام به يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي ونسف البنى الاجتماعية الأصيلة، ليتسنى لهم إحكام سيطرتهم على مقدرات البلد والتحكم فيه في ظل ما يُعرف اليوم بالحرب الناعمة التي ما هي سوى الاستعمار بثوبه الجديد وخُبثه القديم.
إنّنا نحمّل الحكومة العراقية كامل المسؤولية في مواجهة هذا الفعل المشين المنتهك للسيادة وجميع القيم. كما نحملها -أيضاً- مسؤولية اجتثاث المنظمات المدنية التي تُدافع عن الشاذين جنسياً تحت يافطة احترام الحريات المدنية، ومعاقبة مشيعي المظاهر الدالة ولو رمزياً على هذا الفعل الشنيع والذي هو من أكبر المحرمات عند الله سبحانه وتعالى.
يا أبناء شعبنا العراقي الغيور والأصيل؛ أنتم مدعوون للدفاع عن دينكم وكرامتكم ومقدساتكم باستنكار هذا الفعل الشنيع ومراقبة المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّ ذلك ممّا يرضي الله سبحانه وتعالى، ونعوذ بالله ونستجير به من أن يعاقبنا بما عاقب به الاُمم السابقة الذين تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال سبحانه: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ المائدة: ٧٨-٧٩.
يا أبنائنا البررة في الحوزات الدينية وأيها المثقفون الإسلاميون والوطنيون، أنتم نخبة الشعب وعليكم تقع مسؤولية الدفاع عن كرامة العراق وسيادته وقيمه وأخلاقه، فقولوا كلمتكم ولا تأخذكم في قول الحق لومة لائم من العملاء والمنافقين الذين باعوا ضمائرهم للأجنبي الظلوم الذي ما انفك يعيث فساداً في أرضنا ومقدساتنا، فتارة يبعث بعملائه الدواعش وتارة اُخرى يحدث الفتن الاجتماعية، واُخرى ينشر الفساد ويحاول إشاعته في الوسط الاجتماعي.
وإنّنا لننتظر من الحكومة العراقية والقوى السياسية والبرلمانية أن يقولوا قولتهم ويردعوا هذه الشرذمة الشاذة التي تريد إحداث الفتن، وإلا فإنّ الشعب العراقي الأبي ستكون له كلمة اُخرى. ولاحول ولا قوة إلا بالله.
مكتب سماحة آية الله العظمى
السيد كاظم الحسيني الحائري
النجف الاشرف
٢٣ / رمضان / ١٤٤١ ھ