الأخبار

آية الله السيد نور الدين الأشكوري يستقبل طلبة مدرسة الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)/ فرع الديوانية


خلال استقباله طلبة العلوم الدينية في مدرسة الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في الديوانية أكد ممثل المرجع الديني ية الله العظمى سماحة السيد كاظم الحسيني الحائري (دام ظله) في العراق آية الله السيد نور الدين الدين الأشكوري على ان الاوضاع الراهنة في عراقنا الجريح ليست مسألة جديدة ، فالمسألة منذ زمن رسول الله (ص) والعداء مع آله الطاهرين ، ومنذ ذلك الزمن والعداء مستمر ضد اهل البيت وشيعتهم.

وأضاف سماحته أن الشيعة تعودوا على ذلك ، لأن دنيانا هذه هي دنيا الامتحانات ، والله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الدنيا ليمتحننا ويفوز من يفوز ، ويذيق العبد الصالح لتلك النعم التي اعدها سبحانه وتعالى للصالحين ، هذه التربية لا يمكن الا بالبلاء ، فأنت عندما تربي ابنك على الدلال ويعيش على هذه الحالة ولم يرى اي شيء من التحديد في رغباته ، هل يمكن لهذا الابن أن ينجح ؟ التربية معناها التحديد والتكليف على موازين صحيحة ، والأب العارف الواعي يؤدب ولده ويمنعه من قسم من مشتهياته ، ومع ان الاب اعطف إنسان فانه يستعمل هذا التحديد.

الله رب العالمين له فيض بعظمة ربوبيته وهذا الفيض لا بد أن يكون له أرضية يمكنها أن تتلقى هذا الفيض ، هذه الارضية ليست الملائكة ، الملائكة معصومون من الذنوب وكلهم طاعة وعبادة ، لكن الله تبارك وتعالى خلقك وتباهى بك ، وقال في كتابه الكريم :( فتبارك الله أحسن الخالقين).

وتسائل سماحته : ما هذا العداء مع الشيعة ؟ هذا العداء لأنهم في خط محمد وعترته الطاهرين ، وإن كان الشيعة في خط محمد وآله الطاهرين فكيف بالفسقة والكفرة وأولي الأهواء الباطلة مع من يزاحموه ؟ أنتم مزاحمون لأمريكا والصهيونية العالمية ، أنتم مزاحمون لأمريكا.

وقال سماحته : اتصور هذا الامر واضح للجميع ، لكن المهم أن نعرف واجبنا الشرعي في هذه الاوضاع ، ما هو واجبنا الشرعي ؟ أهم شيء في هذه الاوضاع هي وحدة الكلمة قدر المستطاع ، لابد ان نترك كل الخلافات التي تحصل بصورة طبيعية ، فنحن كلنا إخوة وتحدث بيننا خلافات ، لكن الخلافات لها مجال ولها وقت ، و الوقت الان وقت ترك كل الخلافات وتوحيد كلمتنا.

أسأل الله ان يوفقنا سنة وشيعة أن يوحد كلمتهم في وجه أعدائهم ، وهؤلاء الاعداء ليسوا أعداء الشيعة وأصدقاء السنة ، هؤلاء الاعداء هم أعداء الأسلام ، ترون ماذا يفعلون في فلسطين ، وترون ماذا يفعلون في سوريا.

فلا بد أن نعرف سنة وشيعة أن المسألة مسألة إسلام ولا بد من توحيد الكلمة ، وهؤلاء سهامهم موجهة الى السنة والشيعة نسأل الله سبحانه أن يوحد كلمتنا ، فأذا توحدت الكلمة ، فأن كلمة الله هي العليا ، وكلمة الشيطان هي السفلى.

وفي جانب آخر من كلمته تحدث سماحته عن طلبة الحوزة العلمية ودورهم في المجتمع قائلاً : بالنسبة للعلماء ، نحن العلماء يجب أن نعرف حللنا أي محل؟ لبسنا أي لباس؟ سلكنا أي مسلك؟ هذه المسألة مسألة معرفة أني أين؟ فأذا عرفت أني أين؟ فقد عرفت الى حد كبير واجبي ، نحن حللنا محل رسول الله (ص) محل الأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ، الناس عندما ينظرون الينا ويسمعون كلامنا ، كيف ينظرون الينا؟ المجتمع ينظر الي كما ينظر لرسول الله (ص) ، أنا الضعيف ، أنا الحقير هل أستحق أن أكون وجه رسول الله (ص) ، أن اكون وجه صاحب الزمان (عج) هذا الذي يوجب علينا في آناء ليلنا وأطراف نهارنا أن ندعوا الله أن يجعلنا عند حسن ظن هذه الأمة.

نحن حللنا مكان رسول الله (ص) الناس ينظرون الى سلوكنا وتصرفنا ، الى كلامنا ومشينا ، الى وقوفنا وجلوسنا ، فالمفروض أن نكون إمتداداً لرسول الله (ص) والائمة المعصومين عليهم السلام.

وهناك امر مهم جداً وهو أنه إذا سألت أي مذهب من المذاهب في العالم الاسلامي وغير الاسلامي هل أن رسول الله صلى الله عليه وآله الآن متواجد ؟ فأن الشيعة فقط بين المذاهب تؤمن بوجود رسول الله (ص) من خلال إمتداده بالآئمة الاثني عشر عليهم السلام ، والأمام الثاني عشر الان موجود ، والمرجعية ممثلة لصاحب الزمان (عج) ، المرجعية هي إمتداد لصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف وصاحب الزمان إمتداد لرسول الله (ص) ، وهذا معناه أن رسول الله (ص) ممتد بالائمة (ع) ، والأمام الثاني عشر (ع) ممتد في الوكلاء والمرجعيات ، والمرجعية منتهية في وكلائها ، فهذا الانسان الموجود الان في حسينيتنا ومسجدنا متصل برسول الله (ص) إتصالاً مباشراً ، هذا إعتقادنا ان رسول الله (ص) أوصى بالأئمة بأسمائهم ، والأمام أوصى بوكلائه والمرجعيات.

هذا هو الوضع الذي يمتاز به مذهب اهل البيت (ع) ، وعليه فنحن الى أي مدى مسؤولون يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى.