المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

99

فيذكِّره الله ـ تبارك وتعالى ـ بأنّك تستطيع علاج مرض الذنوب بدواء الحسنات.

ولعلّه اتَّضح بهذا ـ أيضاً ـ معنى ما ورد عن أبي جعفر(عليه السلام) من كون «الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود ثبتت الأوتاد والأطناب، وإذا مال العمود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب»(1).

وليعلم أنّ الصلاة صُمِّمت بشكل يساعد على حضور القلب، وتلهم بكل خطواتها ذكر الله سبحانه وتعالى، وتساعد إلى حدّ كبير في النهي عن الفحشاء والمنكر.

ولتوضيح ذلك نذكر نموذجاً مختصراً عن إلهامات الصلاة بقدر ما يتطلّبه هذا المدخل المختصر:

 

فأوَّلاً ـ استقبال الكعبة:

إنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ موجود في كلّ مكان، ونسبة جهة الكعبة وما يعاكسها إليه سواه ﴿وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ ...﴾(2)، ولكنالإسلام أراد للإنسان اتّجاهاً حسّياً لدى إرادة الاتّجاه إلى الله، باعتبار أنّ الإنسان خُلِق حسّياً أكثر من كونه عقليّاً، فجعل الكعبة رمزاً لبيت الله، وأمرنا بالتوجّهإلى جهة المسجد الحرام بقوله تعالى: ﴿ ... وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ...﴾(3)، أفيكون من وظيفتنا في الصلاة توجّه الجسم إلى ما جعل رمزاً لبيت الله، ولا يكون من وظيفتنا توجّه القلب في الصلاة إلى الله سبحانه والذي به تتمّ روح العبادة؟!


(1) البحار 82 / 218.

(2) السورة 2، البقرة، الآية: 115.

(3) السورة 2، البقرة، الآيتان: 144 و 150.