المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

628

3 ـ ما رواه ـ أيضاً ـ السيّد الطباطبائي(رحمه الله) في تفسيره(1) عن تفسير الفرات، عن محمَّد بن القاسم بن عُبيد معنعناً، عن بشر بن شريح البصري، قال: «قلت لمحمَّد بن عليٍّ(عليه السلام): أيّة آية في كتاب الله أرجى؟

قال: فما يقول فيها قومك؟

قلت: يقولون: ﴿ ... يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ...﴾(2).

قال: لكنّا أهل البيت لا نقول ذلك.

قال: قلت: فأيُّ شيء تقولون فيها؟

قال: نقول: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾(3): الشفاعة والله، الشفاعة والله، الشفاعة ».

4 ـ ما عن تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: أما إنَّ من شيعة عليٍّ(عليه السلام)لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفَّة سيِّئاته من الآثام، ما هو أعظم


(1) تفسير الميزان 1 / 176.

(2) السورة 39، الزمر، الآية: 53. وكأنّ من اعتقد كون هذه الآية أرجى آية انطلق من نقطة وعد هذه الآية بمغفرة الذنوب جميعاً؛ إذ قالت ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾في حين أنَّ ذيل الآية واضح في كون هذه الآيات راجعة إلى التوبة، فقد جاء عقيب هذه الآية مباشرة قوله تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾. ولسبب كون هذه الآية من آيات التوبة لا المغفرة المطلقة، لم يستثن منها الشرك كما استثني في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ... ﴾السورة 4، النساء، الآية: 48.

(3) السورة 93 الضحى، الآية: 5. وقد مضت في النقطة الثالثة من الحلقة الثانية رواية اُخرى في تعيين أرجى آية، بآية ﴿إنَّ الحَسناتِ يُذهِبنَ السَّيـّئات﴾.