المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

623

2 ـ أن يكون بمعنى: صغار الذنوب.

3 ـ أن يكون معنى الإلمام: أنّك تأتي بشيء في وقت ولا تقيم عليه ولا تصرُّ، وكأنَّ المقصود: أنَّك تبتلى صدفة بمعصية ثُمَّ تتركها وتتوب عنها، وقد تبتلى بها صدفة مرَّة أُخرى من دون أن تصرَّ عليها.

والذي دلَّت عليه الروايات هو المعنى الثالث، وذلك من قبيل ما عن محمَّد بن مسلم، عن الصادق(عليه السلام) قلت له: «أرأيت قول الله عزَّوجلَّ: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللمَمَ ...﴾ قال: هو الذنب يلمُّ به الرجل فيمكث ما شاء الله، ثُمَّ يلمُّ به بعد »(1).

وما عن إسحاق بن عمَّار في حديث، عن الصادق(عليه السلام) «... سألته عن قول الله عزَّوجلَّ ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الاِْثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللمَمَ ...﴾ قال: الفواحش: الزنا والسرقة، واللمَم الرجل يلمُّ بالذنب فيستغفر الله منه»(2) ونحوهما غيرهما(3).

وعلى أيِّ حال، فالإشكال الماضي هنا ـ أيضاً ـ غير مسجَّل. أمَّا على التفسير الأوّل فواضح. وأمَّا على التفسير الثاني فلرجوعه إلى العفو عن الصغائر، فالجواب نفس الجواب الذي ذكرناه عن الإشكال في العفو عنها.

وأمَّا على التفسير الثالث وهو الصحيح فلأنَّه من الواضح أنَّ من يريد أن يواقع الخطيئة لايثق بأنَّها سوف تكون من اللمَم، ولا بأنَّه حينما يموت لن يكون عليه شيء غير اللمَم من الكبائر والفواحش حتّى يكون اللمَم مغفوراً له.

وأمَّا أنَّ الحسنة تذهب السيَّئة كما قال الله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً


(1) أُصول الكافي 2 / 441، كتاب الإيمان والكفر، باب اللمَم، الحديث 1، والآية: 32 في السورة 53، النجم.

(2) المصدر السابق: ص 442، الحديث 3.

(3) المصدر السابق: ص 441 ـ 442.