المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

611

انعكاس الحقائق في مرآة القلب والضمير، لا نقصد بذلك الاستغناء عن التعلُّم المألوف بحجَّة أنَّنا ـ إذن ـ نلازم التقوى، فيزوِّدنا الله ـ تعالى ـ بنور العلم كما قال في محكم كتابه: ﴿...وَاتَّقُوا اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ...﴾(1) فلا حاجة إلى إتعاب النفس بالتعلُّم.

فإنَّ عدم الحاجة إلى التعلُّم لا نعهده في غير المعصومين(عليهم السلام)، ونحن قد أُمرنا من قبل الشريعة بالتعلُّم، قال الله تعالى: ﴿... فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِّنْهُمْ طَـآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾(2).

وروايات التعلُّم لعلَّها فوق حدِّ الإحصاء، وكنموذج له نذكر ما يلي:

1 ـ عن ابن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب(عليه السلام): «تعلَّموا العلم ؛ فإنَّ تعلُّمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة...» (3).

2 ـ وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « أربع يلزمن كلَّ ذي حجىً وعقل من اُمّتي. قيل: يا رسول الله ما هنَّ؟ قال: استماع العلم، وحفظه، ونشره عند أهله، والعمل به»(4).

3 ـ وعن قتادة، عن الصادق(عليه السلام): « لست أُحبُّ أن أرى الشابَّ منكم إلاَّ غادياً في حالين: إمَّا عالماً، أو متعلّماً، فإن لم يفعل فرَّط، فإن فرَّط ضيَّع، فإن ضيَّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمَّداً(صلى الله عليه وآله) بالحقِّ »(5).

4 ـ وعن الرضا(عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: «سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم، فاطلبوا العلم من مظانِّه، واقتبسوه


(1) السورة 2، البقرة، الآية: 282.

(2) السورة 9، التوبة، الآية: 122.

(3) بحار الأنوار: 1 / 166.

(4) المصدر السابق: ص 168.

(5) المصدر السابق: ص 170.