المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

610

اللّهمَّ لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً بحقِّ محمَّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

وفي نهاية البحث أُشير إلى أمرين:

الأمر الأوَّل: أنَّ من المحتمل أن يكون أُسلوب إتمام الحجَّة على العبد في يوم القيامة، أو ـ في الأقلّ ـ أحد أساليب إتمام الحجَّة عليه في ذلك اليوم، عبارةً عن مجموع أمرين:

أ ـ تقوية الذاكرة، قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى﴾(1).

وفي الحديث عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: « إذا كان يوم القيامة دُفِعَ إلى الإنسان كتابُه، ثُمَّ قيل له: اقرأ. قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: إنَّ الله يذكّره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شيء فعله إلاّ ذكره كأنّه فعله تلك الساعة؛ فلذلك قالوا: ﴿ ... يَا وَيْلَنَا مَالِهذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إلاّ أَحْصَاهَا ... ﴾»(2).

ولعلّ ما في يوم القيامة من أمثال تجسُّم الأعمال، أو تطاير الكتب أو شهادة الجوارح، أو شهادة الأرض أو نحو ذلك، يكون جميعاً مساعدة للذاكرة، أو دعماً وتأييداً لها.

ب ـ إذكاء الضمير والوجدان، كي يحاسب الإنسان نفسه بنفسه، وتتمُّ الحجَّة عليه بذلك، قال الله تعالى: ﴿اقْرَأْ كتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً﴾ (3).

الأمر الثاني: أنَّ ما ذكرناه: من أنَّ تصفية القلب وإذكاء الضمير يساعدان على


(1) السورة 79، النازعات، الآية: 35.

(2) بحار الأنوار 7 / 315، والآية: 49 في السورة 18، الكهف. إلاّ أنّ الوارد في القرآن: ﴿ يَا وَيْلَتَنَا ﴾.

(3) السورة 17، الإسراء، الآية: 14.