المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

600

رضيت خلائقه لإحدى وعشرين سنة وإلاّ فاضرب على جنبيه، فقد أعذرت إلى الله»(1).

وممّا ينظر إلى أقصر الحدّين: ما عن الصادق(عليه السلام): دع ابنك يلعب سبع سنين، وألزمه نفسك سبعاً، فإن أفلح وإلاّ فإنّه ممّن لا خير فيه(2).

وأيضاً عنه(عليه السلام): «أمهل صبيّك حتّى يأتي له ستّ سنين، ثمّ ضمّه إليك سبع سنين، فأدّبه بأدبك، فإن قبل وصلح وإلاّ فخلّ عنه»(3).

 

8 ـ معرفة الإسلام:

بوصفه نظاماً كاملا شاملا مُسعداً للحياة من ناحية، وبوصفه برنامجاً روحيّاً مكمّلا للإنسان، وموصلا له وصولا معنويّاً لحضيرة القدس والحضور من ناحية أُخرى، ومؤمّناً لسعادة الآخرة مادّيّاً متجسّداً في الجنّة، ومعنويّاً متجسّداً في رضوان الله ولقائه بعين البصيرة (لا الباصرة) من ناحية ثالثة، فكلّما اتّسعت هكذا معرفة بالإسلام تفصيلا، اتّسع أثرها في تزكية النفس وتربية الروح. أمّا المعرفة الإجماليّة فإن أثّرت ـ وأثرها ناقص ـ جرّت الإنسان بالنهاية إلى السعادة، وإن لم تؤثّر جرّت الإنسان إلى الشقاء الأبدي؛ لأنّ من ينحرف عن رضون الله على رغم العلم بالحقيقة ولو إجمالا أشقى ممّن ينحرف عن جهل.

وأمّا إبداء الإسلام كوصفة مؤمّنة لحياة الآخرة فحسب، فهي ليست إلاّ وصفة ناقصة، ليس من يعطيها للمريض الروحي طبيباً حاذقاً، ولا توجب ـ عادة ـ


(1) المصدر السابق: ص 476، الحديث 7.

(2) وسائل الشيعة 21 / 473، الباب 82 من أحكام الأولاد، الحديث 1. صحّحنا المتن من الكافي 6 / 46 بحسب طبعة الآخوندي.

(3) المصدر السابق: الحديث 2. وطبيعيّ أنّ هذه التحديدات ليست حدّيّة، فقد تزيد وقد تنقص.