المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

599

وينبغي الاهتمام الكامل بالنسبة لتربية الأطفال بتهذيب جوّ البيت والعائلة، وتربية الاُمّ التي هي المدرسة الأُولى للطفل في الأعراف المتشرعيّة، ثُمّ اختيار خير مدرسة له يتوفّر فيها أكبر قدر ممكن من الجوّ الصالح، والإشراف من قبل وليّ صالح عليه وعلى تحركاته ومجالساته وما شابه ذلك.

وقد مضى منّا الحديث عن ضرورة تربية الأطفال والأولاد ضمن البحث عن توفير العادة الصالحة. ولكن بقيت علينا الإشارة إلى مدّة الاهتمام بتربية الولد وهي تتحدّد بالسنّ الذي يتقبّل التربية والتأديب من وليّه، ولعلّه لا حدّ دقيق لذلك. ويختلف الأمر باختلاف الأولاد، إلاّ أنّ هنا حدّين غالبيين: أحدهما حدّ البلوغ، والآخر حدّ ريعان الشباب. كما أنّ هناك طائفتين من الروايات، فكأنّ احداهما تنظر إلى الحدّ الثاني وإلى أعلى مستويي إمكان المواصلة مع الأولاد في التربية، والأُخرى تنظر إلى الحدّ الأوّل وإلى أقل المستويين.

فممّا ينظر إلى أطول الحدين: ما عن الصادق(عليه السلام): «الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلّم الكتاب سبع سنين، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين»(1).

وأيضاً عنه(عليه السلام): «دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنين، فإن أفلح وإلاّ فلا خير فيه»(2).

وعن أمير المؤمنين(عليه السلام): «يربّى الصبيّ سبعاً، ويؤدّب سبعاً، ويستخدم سبعاً. ومنتهى طوله في ثلاث وعشرين سنة،وعقله في خمس وثلاثين، وما كان بعد ذلك فبالتجارب»(3).

وعن النبيّ(صلى الله عليه وآله): «الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن


(1) وسائل الشيعة 21 / 475، الباب 83 من أحكام الأولاد، الحديث 1.

(2) المصدر السابق: الحديث 4.

(3) المصدر السابق: الحديث 5.