المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

598

عليا، وبين ما ينبغي أن يصل إليه؛ كي يعرف مدى النقص الموجود فعلا والذي ينبغي أن يملأه ويكمّله.

والخامس: أن يوكّل محاسبة نفسه إلى أخ له مؤمن معتمد عارف؛ لأنّ الشخص قد يغفل عن نقائص نفسه وأخطائه، وقد يكون صاحبه أقدر على أن يكشف له أخطاءه والمؤمن مرآة المؤمن(1).

 

6 ـ التفكير في العواقب:

فإنّ التفكير في عاقبة الخير الدنيويّة والأُخرويّة يرغّب الإنسان نحو الخير، والتفكير في عاقبة الشرّ الدنيويّة والأُخرويّة يبعّد الإنسان عن الشرّ، وكذلك التفكير في الدنيا وفنائها يزهّد الإنسان عن محرّماتها وشبهاتها، ويهوّنها في نفس الإنسان، والتفكير في الآخرة ونعيمها وجحيمها ودوامها يرغّب الإنسان نحو العمل الصالح، ويزهّد عن الظلم والفساد.

 

7 ـ الجوّ الصالح:

لا إشكال في أنّ الجوّ يؤثّر في الإنسان تأثيراً بالغاً، فإن كان صالحاً صلح الفرد، وإن كان فاسداً فسد الفرد؛ ولهذا لو أصبح الجوّ العام صالحاً تحت نظام الإسلام أثّر في عامّة الأفراد، وكان الغالب فيهم هو الخير والصلاح، ولو أصبح جوّاً منحرفاً عن الإسلام الصحيح فبقدر انحرافه يؤثّر في عموم الأفراد.

وكذلك الأجواء الخاصّة لها تأثيرها الكبير في الأفراد من جوّ العائلة إلى جوّ المدرسة إلى جوّ الأصدقاء والإخوان... إلى غير ذلك.


(1) نسب المجلسي(رحمه الله) جملة «المؤمن مرآة المؤمن» إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) في بحار الأنوار 74 / 268.