المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

596

 

5 ـ المحاسبة والموازنة:

ونحن قد بحثنا المحاسبة في الحلقة الثالثة من هذا الكتاب، فهنا نختصر الكلام عن ذلك، ونخصّصه بذكر أقسام المحاسبة.

وتوضيح المقصود: أنّ أصحاب الأموال اعتادوا على أن يحسبوا أموالهم وأرباحهم وخسائرهم بين حين وحين؛ لأنّ الاطلاع على المحصول يؤثّر أوّلا في مدى الصرف وكيفيّة الصرف، وثانياً في مدى الاهتمام بالدخل ومعالجة الخسائر الماضية والخسائر المستقبليّة المحتملة.

وكذلك ـ الحال تماماً ـ ينبغي أن يكون في محاسبة الإنسان نفسه بلحاظ رأس ماله الأصلي، وهو: العمر، ومدى أرباحه من رأس المال هذا أو خسائره.

وقد ورد في وصايا رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأبي ذر:

«يا أبا ذرّ، حاسب نفسك قبل أن تحاسب؛ فإنّه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن توزن...»(1).

والقرآن يقول: ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَد ...﴾(2).

وتنقسم المحاسبة والموازنة إلى عدّة أقسام:

الأوّل: محاسبة الأعمال التي صدرت عن الشخص المحاسِب بالقياس إلى ما ينبغي وما لا ينبغي، فإن صدر عنه الخير شكر الله عليه واستزاد منه، وإن صدر عنه الشرّ تاب إلى الله منه وتداركه. ولو ترك هذه المحاسبة كثُرت أخطاؤه وهو لا يعلم.

وقد ورد عن الصادق(عليه السلام): «انّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) نزل بأرض قرعاء، فقال لأصحابه: ايتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله، نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب.


(1) وسائل الشيعة 16 / 98، الباب 96 من جهاد النفس، الحديث 7.

(2) السورة 59، الحشر، الآية: 18.