المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

591

وبهائي؛ وعلوّ ارتفاعي، لا يؤثّر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدنيا إلاّ جعلت غناه في نفسه، وهمّته في آخرته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر»(1) وسند الحديث تامّ، ومتنه يسطع منه نور الإمامة، وتشعّ منه العظمة الربّانيّة.

2 ـ عن الباقر(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لعليّ(عليه السلام): «يا عليّ، أُوصيك في نفسك بخصال، فاحفظها، ثُمّ قال: اللهمّ أعنه. أمّا الأُولى فالصدق، لا يخرجنّ من فيك كذبة أبداً. والثانية الورع، لا تجترئنّ على خيانة أبداً. والثالثة الخوف من الله كأنّك تراه. والرابعة كثرة البكاء من خشية الله ـ عزّ وجلّ ـ يبنى لك بكلّ دمعة بيت في الجنّة، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك. والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي: أمّا الصلاة فالخمسون ركعة. وأمّا الصوم فثلاثة أيّام في كلّ شهر: خميس في أوّله، وأربعاء في وسطه، وخميس في آخره. وأمّا الصدقة فجهدك حتّى يقال: أسرفت، ولم تسرف. وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الزوال وعليك بقراءة القرآن على كلّ حال، وعليك برفع يديك في الصلاة وتقليبهما، وعليك بالسواك عند كلّ صلاة، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها، عليك بمساوئ الأخلاق فاجتنبها، فإن لم تفعل فلا تلومنّ إلاّ نفسك»(2).

والشاهد في قوله: «والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك» وسند الحديث تامّ، ومتنه يتشعشع بنور النبوّة.

ولئن اتّضح أنّ وقوع مشهد التزاحم بين المصلحتين، أو التردّد بين الطريقين: طريق النجاة، وطريق الهلاك حينما يكون فجأةً وقويّاً ينتهي ـ عادة ـ إلى هزّة


(1) وسائل الشيعة: 15 / 279، الباب 32 من جهاد النفس، الحديث 2.

(2) المصدر السابق: ص 181 ـ 182، الباب 4 من جهاد النفس، الحديث 2.