ويسبّ عليّاً(عليه السلام) ويذمّه، ووعده أن يعطيه جائزة عظيمة على ذلك. فلبّاه عمرو بن العاص، وصعد المنبر، فلمّا همّ بالأمر جُسّد أمامه حيوانٌ كجثّة بعير، وبارتفاع المنبر فاتحاً فمه مهدّداً له ببلعه مع المنبر لو أساء إلى عليّ(عليه السلام)، فاضطرب عمرو بن العاص وأنشأ يقول:
فأمره معاوية بالنزول عن المنبر، وعاتبه على ما فعل، فقصّ له عمرو بن العاص قصّة ما رآه من الحيوان وقال: إنّ هذا أورث خوفاً عظيماً عندي، وأنشأت هذه الأبيات من غير قصد، وأنت تعلم العداوة والبغضاء الموجودتين بيني وبين عليّ بن أبي طالب. فإن شئت أعطيتني الجائزة التي وعدتني بها، وإن شئت منعتها عنّي، فقال معاوية: اُعطيك نصف تلك الجائزة(1).
(1) أنوار المواهب: 338 ـ 339.