المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

530

 

2 ـ الشوق:

1 ـ ﴿مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لاَ ت﴾(1) .

2 ـ «فَهَبْني يا إلهي وَسَيّدي وَمولاي وَرَبّي صَبرتُ عَلى عَذابك، فَكيفَ أصبرُ عَلى فِراقك»(2) .

3 ـ «والله لاَبن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي اُمّه»(3) .

الشوق أيضاً نتيجة من نتائج الحبّ، فإنّ الحبيب يشتاق إلى حبيبه.

والآية التي بدأنا بها الحديث ظاهرة في أنّ الصالحين يريدون لقاء الله، ويشتاقون إليه، وكأنّ تقدير الآية ما يلي: (من كان يرجو لقاء الله، فليبادر بالطاعة قبل أن يلحقه الأجل، فإنّ أجل الله لآت).

وقد أفاد سماحة الشيخ ناصر مكارم ـ حفظه الله ـ: أنّ ﴿لِقَاء الله﴾ قد فُسّر في بعض الكلمات بمعنى لقاء الملائكة، وفي بعضها بمعنى لقاء الحساب والجزاء، وفي بعضها بمعنى لقاء حكم الله، وفي بعضها بمعنى لقاء القيامة. وقال حفظه الله: لا دليل على كلّ هذه المعاني المجازيّة، فينبغي تفسيره بمعنى الشهود الحقيقي، ولا نقصد بذلك: اللقاء الحسّيّ لله، وهو مستحيل، بل نقصد به: اللقاء الروحي والشهود الباطني الذي يحصل في عالم الآخرة بزوال حُجب المادّة وارتفاعها، وحصول حالة الشهود للإنسان(4) .

أقول: هذا التفسير يناسبه ما يستفاد من آية سورة ق: ﴿لَقَدْكُنتَ فِي غَفْلَة مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾(5)، فإنّ هذه الآية واردة في سياق آيات القيامة، ويناسبه أيضاً ما يستفاد من آية سورة الانشقاق: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ


(1) السورة 29، العنكبوت، الآية: 5.

(2) دعاء كميل.

(3) نهج البلاغة، الخطبة 5، وبحسب طبعة صبحي صالح ص 34.

(4) التفسير الأمثل، ج 12، ص 337.

(5) السورة 50، الآية: 22.