المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

471

وعدك بالخنى(1) فعده بالنصيحة والدعاء.

وأمَّا اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، وإيَّاك أن تسألهم تعنُّتاً وتَجْرِبة، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئاً، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسراً. قم عنِّي يا أبا عبدالله فقد نصحت لك، ولا تفسد عليَّ وردي؛ فإنِّي امرؤ ضنين بنفسي، والسلام على مَنْ اتَّبع الهدى». انتهى الحديث.

وممَّا يمنع تورُّط العلماء بالله في التكبُّر علمهم بأنَّ العلم حُجَّة، ومن هنا يكون أمر العالم من هذه الناحية أخطر من أمر الجاهل. وقد ورد في الحديث عن الصادق(عليه السلام): «...أنَّه يُغفَر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يُغفَر للعالم ذنب واحد...»(2).

وعن النبيّ(صلى الله عليه وآله): «مَنْ ازداد علماً ولم يزدد هدىً لم يزدد من الله إلاّ بعداً»(3).

وعنه(صلى الله عليه وآله): « أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه »(4).

وعن مسعدة بن زياد بسند صحيح، عن الصادق(عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)«أنَّ عليَّاً(عليه السلام) قال: إنَّ في جهنَّم رحىً تطحن خمساً، أفلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له: فما طحنها يا أميرالمؤمنين ؟ قال: العلماء الفجرة، والقُرَّاء الفسقة والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة...»(5).

وأختم حديثنا عن التواضع بذكر رواية مسعدة بن صدقة عن الصادق(عليه السلام)قال: «أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له


(1) فُسِّر بالفحش في الكلام.

(2) البحار 2 / 27.

(3) المصدر السابق: 2 / 37.

(4) المصدر السابق: 38.

(5) المصدر السابق.: ص 107، والخصال: 296.