المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

462

التكبُّر المألوف بين المسلمين الذين لم يهذِّبوا أنفسهم، وهي معصية عظيمة.

وفرق التكبُّر عن الكِبر هو: أنّ الكِبْر مجرّد تعاليه على غيره في نفسه. أمّا التكبُّر فهو: إظهار الكِبْر وإبرازه بجوارحه. وفرق الكبر عن العُجْب: أنّ الكِبْر يكون بالقياس إلى غيره، وهو الله أو الرسول والإمام أو المؤمنون. والعُجْب ما يكون في الإنسان من رؤيته إلى نفسه بالعظمة والزهو والتبختر بذلك ولو من دون قياس بغيره، وهذا ـ أيضاً ـ من المعاصي العظيمة.

وقد ورد في روايات عديدة: أنَّ الكِبْر خاصٌّ بالله سبحانه وتعالى، ويحرم منازعته فيه.

والسرُّ في ذلك واضح، وهو: أنَّ الوحيد الخالي من كلِّ نقص هو الله تعالى، فهو الذي يستحقُّ الكبرياء.

فعن العلاء بن فضيل بسند تام، عن الصادق(عليه السلام)، عن أبيه الباقر(عليه السلام): «العِزّ رداء الله، والكِبْر إزاره، فمَنْ تناول شيئاً منه أكبَّه الله في جهنَّم»(1).

وعن معمر بن عطاء، عن الباقر(عليه السلام) قال: «الكِبْر رداء الله، والمتكبِّر ينازع الله رداءه»(2).

وعن ليث المرادي، عن الصادق(عليه السلام) قال: «الكِبْر رداء الله، فمَنْ نازع الله شيئاً من ذلك أكبَّه الله في النار»(3).

وبما أنَّ الكبرياء تختصّ بالله ـ سبحانه وتعالى ـ فكأنَّه لهذا جعل الكِبْر في بعض الروايات مساوقاً لأدنى الإلحاد. فعن حكيم قال: «سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن


(1) الكافي: 2 / 309.

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق: ص 310.