المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

287

 

 

 

 

الفصل الخامس

الرياضة ومجاهدة النفس

 

قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾(1).

وقال عزّ من قائل: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾(2).

لاشكَّ في أنّ النفس أمّارة بالسوء، وميّالة للكسل، والدِّعة، ومحبّة للتحرّر من قيود الدين ﴿بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾(3) إذن لا يمكن حبسها على سبيل الخير والإصلاح إلاّ بترويضها ومجاهدتها.

وأيضاً من خواصّ النفس أنّها تخادع نفسها، وتغطّي الحقيقة، وتجعل الإنسان غافلاً عن معايبه، فلابدّ من رياضة النفس ومجاهدتها في كشف المعايب، كما لابدّ من الرياضة في رفعها وتصفية النفس منها.

وقد ذكر بعض(4) أنّ هناك طرقاً أربعة لكشف معايب النفس ينبغي سلوك


(1) السورة 79، النازعات، الآيتان: 40 ـ 41.

(2) السورة 29، العنكبوت، الآية: 69.

(3) السورة 75، القيامة، الآية: 5.

(4) راجع المحجة 5/112 ـ 114 نقلاً عن كتاب الإحياء.