وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بليّة، كان في حزب الله بالتقوى من كلّ بليّة، أليس الله يقول: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَام أَمِين﴾»(1).
وأمّا الفرار إلى الله فهو قريب المعنى من الاعتصام بالله، إلاّ أنّ الاعتصام يشتمل على التركيز على الجانب الإيجابي، وهو: الالتجاء إلى الله، والفرار يشتمل على التركيز على الجانب السلبي، وهو: الهروب ممّا يخاف منه.
وعلى أيّة حال، فالاعتصام بالله والفرار إليه ممّا لابدّ منه في تزكية النفس؛ إذ لا حول ولا قوّة إلاّ به: ﴿... وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَد أَبَداً ...﴾(2).
(1) الوسائل 15/211، الباب 10 من جهاد النفس، الحديث 1، والآية: 51 في السورة 44، الدخان.
(2) السورة 24، النور، الآية: 21.