المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

276

الْمُحْسِنِينَ﴾(1).

وعن مصباح الشريعة عن الصادق(عليه السلام): «طوبى لعبد جاهد لله نفسه وهواه...»(2).

وفي الختام نشير إلى كلمة جليلة حول المشارطة والمراقبة والمحاسبة للسيّد الإمام الخمينيّ(رحمه الله)(3)، وهي بتلخيص: أنّه بإمكانك أن تلحظ يوماً واحداً، وتشارط نفسك في أوّله على عدم إرتكاب ما يخالف أوامر الله، وتتّخذ قراراً وعزماً بذلك؛ إذ من الواضح: أنّ ترك ما يخالف أوامر الله ليوم واحد أمر يسير للغاية، فيسهل العزم عليه ومشارطة النفس به، وعليك بالتجربة كي تراه سهلاً يسيراً، ثُمّ تراقب نفسك في ذلك اليوم على عدم نكثها للشرط، ثُمّ تحاسب نفسك في آخر اليوم على ما حصل في ذلك اليوم، فإن كنت قد وفيت حقّاً بالشرط فاشكر الله على هذا التوفيق، وسيكون عمل الغد أيسر عليك من سابقه، فواظب على هذا العمل فترة، والمأمول أن يتحوّل ذلك إلى ملكة فيك بحيث يصبح هذا العمل بالنسبة لك سهلاً ويسيراً في الغاية، وستحسّ عندها باللذّة والأُنس في طاعة الله وترك معاصيه، وإذا حدث ـ لا سمح الله ـ في أثناء النهار تهاون حول العمل بالشرط تستغفر الله، وتعزم على الوفاء بكلّ شجاعة بالمشارطة غداً.


(1) السورة 29، العنكبوت، الآية: 69.

(2) المحجة 8/170.

(3) الأربعون حديثاً: 26 ـ 27، ذيل الحديث الأوّل.