المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

273

الأوّل: مراقبة الإنسان نفسه سواءٌ قبل العمل أو حين العمل كما أشرنا إليه؛ كي لا يخطأ.

والثاني: ملاحظة الرقيب، وهو: الله تعالى، فإنّه سبحانه وتعالى يراقبنا في كلّ حال، وقد قال الله تعالى:

1 ـ ﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾(1).

2 ـ ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾(2).

وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال لأبي ذرّ: «... يا أبا ذرّ اعبد الله كأنّك تراه، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك...»(3).

وتقسّم هذه الملاحظة إلى درجتين:

الأُولى: مراقبة المقرّبين، وهي: مراقبة التعظيم والإجلال، وهي: أن يصير القلب مستغرقاً بملاحظة ذلك الجلال ومنكسراً تحت الهيبة، فلا يبقى فيه متسع للالتفات إلى غيره.

والثانية: مراقبة الورعين من أصحاب اليمين، وهم: قوم غلب يقين اطّلاع الله على ظواهرهم وبواطنهم على قلوبهم، ولكن لم تدهشهم ملاحظة الجلال والجمال، بل بقيت قلوبهم على حدّ الاعتدال متّسعة للتلفّت إلى الأحوال والأعمال، إلاّ أنّها مع ممارسة الأعمال لا تخلو عن المراقبة فيها، نعم غلب عليهم الحياء من الله تعالى فلا يُقدمون ولا يحجمون إلاّ بعد التثبّت فيه.

ويُعرف اختلاف الدرجتين بملاحظة المراقبين الاعتياديين من الآدميين،


(1) السورة 4، النساء، الآية: 1.

(2) السورة 96، العلق، الآية: 14.

(3) البحار 77/74.