المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

112

5 ـ ورد عن ابن القدّاح قال: «كان أبو عبدالله(عليه السلام) متكئاً عليَّ، أو قال: على أبي، فلقيه عبّاد بن كثير وعليه ثياب مَرْويّة حسان، فقال: يا أبا عبدالله إنّك من أهل بيت النبوّة، وكان أبوك وكان، فمالهذه الثياب المزيّنة عليك؟! فلو لبست دون هذه الثياب.

فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): ويلك يا عبّاد ﴿مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ...﴾ إنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمةً أحبّ أن يراها عليه ليس به بأس، ويلك يا عبّاد إنّما أنا بضعة رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلا تؤذني». وكان عبّاد يلبس ثوبين قطريين (قطوبين خَ لَ)(1).

6 ـ روى في البحار(2) عن تحف العقول قال: «دخل سفيان الثوري على أبي عبدالله(عليه السلام)، فرأى عليه ثياب بياض كأنّها غِرْقِئ البيض(3)، فقال له: إنّ هذا اللباس ليس من لباسك.

فقال له: اسمع منّي وعِ ما أقول لك، فإنّه خير لك عاجلاً وآجلاً إن كنت أنت متّ على السنّة والحقّ، ولم تمت على بِدْعة: أُخبرك أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان في زمان مقفر جَشِب، فإذا أقبلت الدنيا فأحقّ أهلها بها أبرارها لا فجّارها، ومؤمنها لا منافقوها، ومسلموها لا كفّارها، فما أنكرت يا ثوريّ؟ فو الله إنّي لمع ما ترى ما أتى عليَّ مذ عقلتُ صباح ولا مساء ولله في مالي حقّ أمرني أن أضعه موضعاً إلاّ وضعته.

فقال: ثمَّ أتاه قومه ممّن يظهر التزهّد، ويدعون الناس أن يكونوا معهم مثل


(1) الوسائل 5/16، الباب 7 من أحكام الملابس، الحديث 4.

(2) البحار 70/122 ـ 128.

(3) جاء هنا في البحار تحت الخط ما يلي: الغِرْقِئ ـ كزبرج ـ القشرة الملتزقة ببياض البيض، شبهه بها للطافتها وشفوفها ونعومتها وبياضها.