المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

104

ولا تكون إلاّ بالمقدار المجزي فقهيّاً، فأيّ ثقل مهمّ لهذه الصلاة حتّى يقال عنها: ﴿ إِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾؟!

وأمّا الإضافة فأُمور ثلاثة:

الأوّل: هناك عدّة طرق لتحصيل حضور القلب في الصلاة، منها:

1 ـ أن يبادر قبل الدخول في الصلاة بحلّ مشاغله الآنيّة، كمدافعة الأخبثين، وألم يمكن تسكينه ولو نسبيّاً في وقت قصير، ونحو ذلك. وقد وردت النصوص في النهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثين(1).

وقد رُوي عن أبي الدرداء أنّه قال: من فقه الرجل أن يبدأ بحاجته قبل دخوله في الصلاة؛ ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ(2).

2 ـ أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة عن أفكاره الأُخرى ومشاغله دنيويّة أو أُخرويّة، ويفكّر في عظمة الله ورحمته وغضبه، وفي الموت وما بعده.

3 ـ أن يتأمّل في الصلاة في معاني ما يقول. وطبعاً التوجّه إلى الله من خلال الكلمات ليس هو الأصل؛ بل الأصل هو العكس، ولكن هذا ممّا لابدّ منه في بداية الطريق.

الثاني: على السالك أن يتدرّج في السلوك، ولا يحمّل نفسه فوق طاقته، ولا يبغّض إلى نفسه العبادة بالإكثار، ويداري حالات قلبه المختلفة من الإقبال والإدبار.

وقد ورد عن الصادق(عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنّه قال لعليّ(عليه السلام): «يا عليّ إنّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغّض إلى نفسك عبادة ربّك إنّ المنبتّ ـ يعني المفرط ـ لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرماً


(1) راجع الوسائل، ج7، الباب 8 من قواطع الصلاة.

(2) راجع المحجة البيضاء 1/398.