إنّ هذا المقطع ( آية التطهير ) لا يختصّ بنساء النبيّ على الرغم من اختصاص باقي المقاطع بهنَّ؛ إذ لو كان مخصوصاً بنساء النبيّ لقال: « إنّما يُريد الله ليُذهب عنكنَّ » شأنه شأن باقي المقاطع، حيث قال: ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾، ﴿قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾، ﴿وَلاَ تَبَرَّجْنَ﴾، فهذا المقطع إذن غير مخصوص بنساء النبيّ حتماً، ولكن هل له علاقة بهنَّ، أو أنّه أجنبيّ عنهنَّ ولا علاقة له بهنَّ أصلاً، وإنّما له علاقه بأمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم؟
وهنا نلحظ تلك النقطتين اللتين أشرنا إليهما سابقاً في بحث قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، فكلتا النقطتين موجودتان هنا، وهما:
1 ـ حينما نقتطع هذا المقطع: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ من المقاطع الواردة بشأن نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله) نرى أنّ الصدر والذيل ملتئمان تمام الالتئام وكأنّما هذا المقطع كان جملة معترضة في الأثناء، ولنحذف الآن هذا المقطع ( آية التطهير ) ونقرأ هكذا: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاُْولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً﴾، فنرى هذا الكلام متّسقاً تمام الاتّساق ومنسجماً تمام الانسجام، وكأنّه لم يُحذف أيّ شيء، وهذا يعني أنّ هذا المقطع ـ أي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ...﴾ ـ كأنّه اُقحم هنا إقحاماً.
2 ـ إنّ هذا المقطع ( آية التطهير ) نراه غير مناسب للمورد؛ إذ إنّه