المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

492

الذهنيّ حتّى لا تنطبق على ما في الخارج، بل بمعنى أنّها متّصفة بذلك فتنطبق على ما في الخارج؛ لأوسعيّة دائرة الاتّصاف من دائرة العروض.

وبكلمة اُخرى: إنّه لا مانع من انطباق المهيّة المتعيّنة في الذهن على ما في الخارج؛ لأنّ معنى كون المهيّة متعيّنة في الذهن هو تعيّن صورتها في الذهن، ومن الواضح أنّ تعيّن صورة مهيّة في الذهن لا يمنع عن انطباق تلك المهيّة على ما في الخارج، فإذا كانت صورة ماهيّة الرجل موجودة في الذهن فماهيّة الرجل الموجودة في ضمن زيد متعيّنة في الذهن، نظير ما عرفت من أنّ معنى محبوبيّة زيد هو وجود صورته في الذهن بالوجود الحبّيّ بدون أن يمنع ذلك عن خارجيّة زيد.

فدائرة العروض وإن كانت هي صورة الماهيّة والصورة لا توجد في الخارج ولكن دائرة الاتّصاف هي نفس الماهيّة وهي توجد في الخارج أيضاً، هذا.

والآن نريد أن نعمّق الأمر أكثر ممّا مضى فنقول: إنّ تعبيرنا إلى الآن بكون المأخوذ في علم الجنس لمعرفيّته هو التعيّن الذهنيّ كان مشياً على تعبير القوم ذكرناه من باب المسامحة في التعبير، ومراد القوم إن كان هو ظاهر هذه العبارة فغير صحيح، توضيح ذلك: أنّ تعيّن المهيّة في وجودها بالوجود الذهنيّ إنّما هو تعيّن فلسفيّ بملاك قانون أنّ كلّ موجود متعيّن، وليس أخذ التعيّن بمعنى الوجود في المفهوم موجباً للتعرّف اللغويّ وليس داع عقلائيّ لأخذه في المفهوم.

ويؤيّد ما ذكرناه: أنّ جماعة من الاُصوليّين ذهبوا إلى أخذ لحاظ الآليّة في مفهوم الحرف، ونقض عليهم المحقّق الخراسانيّ(قدس سره) بلزوم القول على هذا بأخذ لحاظ الاستقلاليّة في مفهوم الاسم، ولم يقل أحد إلى الآن بأنّ لازم ذلك كلّه كون كلّ اسم وحرف معرفة لأخذ لحاظ الآليّة والاستقلاليّة الذي هو وجود نفسانيّ فيه،