وثانيهما ـ أنّ الطاقة الخيّرة الهامّة المودعة بلطف الله في النفس قد أهملها ونسيها، ونسيانها نسيان للنفس.
ويشبه التعبير بنسيان النفس التعبير المؤثّر الآخر الوارد في القرآن الكريم، وهو التعبير بخسران النفس، فقد تكرّر في القرآن عدّة مرّات عنوان: ﴿...الذين خسروا أنفسهم...﴾(1) فالذين خُتِمت عاقبتهم بالشرّ، ولم يكن لهم في الآخرة من خلاق قد خسروا أنفسهم، إمّا بلحاظ خسارة مصالحهم في الآخرة إلى أبد الآبدين، أو بلحاظ خسارة قوى الخير التي أودعها الله في أنفسهم فخسروها.
وهناك مرتبة نازلة من خسران النفس أو نسيان النفس وردت فيالروايات بشأن من يرتكب بعض الذنوب وذلك من قبيل التعبير بحرمان صلاة الليل، كما ورد عن الصادق (عليه السلام): «أنّ الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل...»(2). وسند الحديث تامّ.
وكذلك ورد عن الصادق (عليه السلام): «أنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق»(3).
ورُوي أنّه جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: «إنّي قد حرمت الصلاة بالليل، فقال امير المؤمنين (عليه السلام): أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك»(4).
وعلى أيّة حال، فحساب ما قدّم الإنسان لغد الوارد في الآية الكريمة أمر تحكم به الفطرة؛ لأنّ الإنسان المسافر في أسفاره الاعتيادية لا بدّ له من ذلك ومن تدارك الزاد لسفره، فكيف بالسفر إلى عالم البقاء؟! وقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: