المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

18

هذا الطريق غير صحيح لك، ولابدّ لك أن تدرك مقامات عالية أُخرى... إِلى أن يؤثّر السيد في الآخوند، ويقلبه إِلى وادي الحقّ والحقيقة، وأخيراً أصبح الآخوند في المعارف الإلهيّة فوق الأقران، وكان من عجائب الدهر وهو ـأيضاًـ ربّى تلاميذ على هذا الخط أصبح كل واحد منهم أُسطوانة للمعرفة والتوحيد وآية عظيمة. ومن أبرزهم: المرحوم الحاج ميرزا جواد آقا الملكي التبريزي، والمرحوم السيد أحمد الكربلائي الطهراني، والمرحوم السيد محمّد سعيد الحبوبي، والمرحوم الحاج الشيخ محمّد البهاري.

وكان الأُستاذ الكبير والعارف بلا بديل المرحوم الحاج علي آقا القاضي التبريزي (رضوان الله تعالى عليه) من تلاميذ مدرسة السيد أحمد الكربلائي. هذه هي سلسلة اساتيذنا المنتهية إِلى المرحوم التُستري ومن ثمّ إِلى ذاك الشخص الحائك، ولم يُعلم من هو هذا الرجل الحائك، وبمن كان مرتبطاً، ومن أين أتى بهذه المعارف، وبأيّ وسيلة حصل عليها؟» انتهى.

أقول: إنّني لا اُريد أن أتّهم الأفاضل الأعلام الموجودة أسماءهم في القِصّة التي قصّها صاحب كتاب لبّ اللباب إِلى ارتباطهم برجل حائك لم يعرف هل هو إنس أو مَلَك أو جنّ، ولا أعرف مدى صدق القِصّة، وإنّما أُريد مناقشة أصل الكلام الوارد في هذا الكتاب.

فأقول: لا شكّ أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) هو سيّد العارفين وكهفهم وملاذهم وإمامهم وإمام المؤمنين، وأقصد بذلك العرفان بالمعنى الوارد في قوله(عليه السلام) في دعاء كميل: «يا غاية آمال العارفين» لا بالمعنى الذي ناقشناه حتى الآن، وأتساءل أنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) لو كان على رأس نحو من خمس وعشرين سلسلة للصوفيّة على ما ورد في لبّ اللباب فلماذا انتخب (عليه السلام) أكثرهم من السُنّة حسب ما مضى من قوله في لبّ اللباب: (أن فرقتين أو ثلاثاً منهم شيعة والباقي سنّة) وهلاّ علّم (عليه السلام) هذا الطريق ميثم التمار وصعصعة بن صوحان العبدي ورشيد الهجري(1) وكميل بن زياد وأصبغ بن نباتة والحجر بن عديّ الكندي(2) وأمثالهم من أعاظم أصحابه (رحمهم الله).


(1) روى الكشي: أنّه كان أُلقي إليه علم المنايا والبلايا. راجع معجم رجال الحديث 7/192.
(2) روى الشيخ الطوسي (رحمه الله): أنّه كان من الأبدال، راجع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي (رحمه الله):. / 237.