المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

16

أقول: إنّ إبطال المثاليّة له مجال آخر غير هذا الكتاب، ولكنّي أُشير إِلى أن اُستاذنا الشهيد (رحمه الله) قد أوضح بطلانها عن طريق حساب الاحتمالات في كتابه القيّم: (الأُسس المنطقية للاستقراء)(1).

ط ـ رُوِيَ في كتاب الإسراء والمعراج(2) عمّن يسمّونه بالشيخ الأكبر، وهو ابن العربي: أنّه قال في كتاب الفتوحات(3): «إنّ أهل العذاب الذين يخلدون في النار بالنيّات يأخذ الألم جزاء العقوبة موازياً لمدّة العمر في الشرك في الدنيا، فإذا فرغ الأمد حصل لهم نعيم في الدار التي يخلدون فيها، بحيث إنهم لو دخلوا الجنّة تألّموا؛ لعدم موافقة الطبع الذي جُبلوا عليه، فهم يتلذذون بما فيها من نار وزمهرير، وما فيها من لدغ الحيّات والعقارب كما يلتذّ أهل الجنّة بالظلال والنور ولثم الحسان من الحور؛ لأنّ طبائعهم تقتضي ذلك... ومن الشاهد أنّ الواحد منّا إذا لامس بدنه الماء الساخن نفر منه ولم يستسمجه، ثمّ بعد ذلك يلائمه ويستعذبه...

إِلى أن قال: وبقي أهل هذه الدار الأُخرى فيها، فغلِّقت الأبواب واُطبقت النار، ووقع اليأس من الخروج، فحينئذ تعمّ الراحة أهلها؛ لأنّهم قد يأسوا من الخروج منها، فإنّهم كانوا يخافون الخروج منها لما رأوا إخراج أرحم الراحمين... فيستعذبون العذاب... ولهذا سمّي عذاباً؛ لأنّ المئآل استعذابه لمن قام به كمن يستحلي للجرب من يحكه».

أقول: ما أجرأهم على تأويل كلمات الله ورسوله (صلى الله عليه و آله).

5 ـ حالة الاعتزال عن العمل السياسي الاجتماعي بتخيّل أو بدعوى توقّف تهذيب النفس على ذلك، في حين أنّه عن طريق العمل الاجتماعي يتمّ علاج ضيق النفس، ويتحقّق ذبح النفس بيد صاحبها لا بيد شخص آخر. وقد مرّ تفصيل ذلك في النقطة الرابعة فلا نعيد.

6 ـ معرفة أصل هؤلاء وسندهم ونسبهم. ونذكر هنا ترجمة نصّ الكلام الوارد في كتاب لبّ اللّباب حيث قال(4:


(1) راجع كتاب الأُسس المنطقية للاستقراء: 452 ـ 470.
(2) الاسراء والمعراج: 126 ـ 127.
(3) 3/463.
(4) وقد ورد في كتاب لبّ اللباب: 154 ـ 158... ولا يخفى أن صاحب لب اللباب قد نسب في مقدمة كتابه صفحة 20 ـ 21 مطالب الكتاب إلى المرحوم العلاّمة الطباطبائي (رحمه الله) صاحب كتاب الميزان بعنوان كونه تقريراً لدرسه مع تنقيحات وإضافات... أقول: مجرد اعترافه بوجود تنقيحات وإضافات من قبله كاف في أن لا تجوز لنا نسبة ما فيه من بعض الأخطاء إلى المرحوم العلامة الطباطبائي (رحمه الله).