المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

14

وينبغي تكرار هذا العمل في بوادئ السلوك.

أقول: لو فرض التوسل بعطارد بما هو فهذا شرك صريح. ولو فرض التوسل بهذا الجماد بما هو مظهر من مظاهر الربّ فهذا ـ أيضاً ـ يذكّرنا بمشركي قريش الذين نقل الله سبحانه وتعالى عنهم أنّهم كانوا يقولون: ﴿ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إِلى الله زلفى...﴾(1). ولكنّنا لا نعرف من هو هذا الناسخ.

و ـ ويذكر في الرسالة المنسوبة إِلى بحر العلوم(2):

أنّ من آثار السلوك حصول أنوار في القلب، ويكون بدء حصول النور في القلب على شكل السراج، وبعده على شكل الشعلة، وبعده على شكل الكوكب، وبعده على شكل القمر، وبعده على شكل الشمس، وبعده يغمر القلب، ويعرى عن اللون والشكل، وكثيراً مّا يكون على شكل البرق، وأحياناً على شكل المشكاة والقنديل. ويستشهد ببعض الروايات من قبيل ما في أُصول الكافي(3)عن الباقر(عليه السلام) قال: «إنّ القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب مطبوع، وقلب أزهر أجرد. فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه السراج، فأمّا المطبوع فقلب المنافق، وأمّا الأزهر فقلب المؤمن، إن أعطاه شكر، وإن ابتلاه صبر...».

أقول: انظر إِلى هذا الجاهل ـ وحاشا أن يكون السيد بحر العلوم (رحمه الله) كيف يتخيّل كون نور قلب المؤمن على هيئة الأنوار الماديّة، ولا أدري كيف يفسّر هذا الرجل الفقرة الواردة في دعاء الندبة بشأن الأئمة (عليهم السلام): «اين الشموس الطالعة، أين الأقمار المنيرة، أين الأنجم الزاهرة» فيا تُرى هل يعتقد أن أئمتنا (عليهم السلام) كانوا على شكل الشموس والأقمار والأنجم بمعانيها المادية؟!

ز ـ ويذكر ـ أيضاً ـ في تلك الرسالة(4): أنّ من آثار السلوك حدوث الصوت في القلب، ويكون في أوائل الأمر كصوت الطير، ثُمَّ كصوت وقوع حصاة في الطاس، ثُمّ على شكل همهمة كهمهمة الذباب الذي يجلس على خيط الأبريسم.


(1) السورة 39، الزمر، الآية: 3.
(2) ص 194، حسب الطبعة التي أشرنا إليها.
(3) أُصول الكافي 2/422 ـ 423.
(4) ص 197، حسب الطبعة المشار إليها سابقاً.