المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (3) علائم فاضحة

13

د ـ روي في كتاب (روح مجرد)(1) عن الحدّاد: أنّه سُئِل ذات يوم عن اللعن الكثير الشديد الوارد في زيارة عاشوراء ودعاء علقمة ونحو ذلك كيف يلتئم مع روح الإِمام المعصوم الذي هو منبع الرحمة والمحبّة؟!

فأجاب الحدّاد: أنّ كلَّ لعن من هذا القبيل يكون من الرحمة على الملعون، وطلب الخير له؛ لأنّه بقدر ما تطول حياته وتكثر نعمه وقدراته تزداد معاصيه، ويشتدّ عذابه، ويوجب الإضرار بغيره ـ أيضاً ـ عن طريق الإجرام فسلب هذه النعم أو القدرات أو الحياة عنه خير له ولغيره.

أقول: لا أدري كيف ينسجم هذا الكلام مع آيات من القرآن من قبيل قوله تعالى:

1 ـ ﴿ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مُهين﴾(2).

2 ـ ﴿والذين كذّبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأُملي لهم إنّ كيدي متين﴾(3).

3 ـ ﴿فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأُملي لهم إن كيدي متين﴾(4).

فيا ترى هل إن الله تعالى يـملي لهم ليزدادوا إثماً ولكن المعصوم يلعنهم كي لا يزدادوا إثماً؟!

هـ ـ ورد عن ناسخ الرسالة المنسوبة إِلى بحر العلوم(5) في مقام بيان الطريق الذي سلكه هو من الأذكار من أجل سلوك مدارج العرفان: أنّه كان يتوسّل أحياناً بنجمة عطارد؛ لأنّ هذه النجمة تمدّ من روحانيتها أهل الأسرار، وينبغي للسالك في بداية أمره حينما ينظر إليها بعد غروب الشمس أو قبل طلوعها لدى إمكانية رؤيتها أن يسلّم عليها، ويؤخّر خطوة ويقول:

عطارد أيم الله طال تـرقبي
صباحاً مساءً كي أراك فأغنما
 

ثمّ يؤخّر خطوة أُخرى ويقول:

وها أنا فامنحني قوىً أُدرك المنى
بها والعلوم الغامضات تكرّما
 

ثُمّ يؤخّر خطوة أُخرى ويقول:

وها أنـا جدلي الخير والسعد كلّه
بأمر مليك خالق الأرض والسما
 


(1) روح مجرد: 113 ـ 115.
(2) السورة 3، آل عمران، الآية: 178.
(3) السورة 7، الأعراف، الآيتان: 182 ـ 183.
(4) السورة 68، القلم، الآيتان: 44 ـ 45.
(5) ص 208 ـ 209، حسب الطبعة المشتملة على تعليق السيد محمّد حسين الطهراني.