المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (1)

13

وورد في رواية اُخرى عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما (عليهما السلام)يقول: إنّ عليّاً (عليه السلام) أقبل على الناس فقال: أَيّة آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: ﴿إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء...﴾(1). قال: حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: ﴿ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه(2) ثم يستغفر لله يجد الله غفوراً رحيما﴾(3). قال: حسنة وليست إيّاها. فقال بعضهم: ﴿يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم﴾(4). قال: حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلّا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون. أُولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين﴾(5). قال: حسنة وليست إيّاها. قال ثمَّ أحجم الناس فقال: مالكم يا معاشر المسلمين؟ قالوا: لا والله ما عندنا شيء. قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه و آله) يقول: أرجى آية في كتاب الله: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين﴾(6).

وقال: ياعلي والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً إنّ أحدكم ليقوم إِلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أُمّه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عدّ الصلوات الخمس، ثم قال: يا عليّ إنّما منزلة الصلوات الخمس لأُمتي كنهر جار على باب أحدكم، فما ظنّ أحدكم لو كان في جسده درن ثمَّ اغتسل في ذلك النهر خمس مرّات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟! فكذلك والله الصلوات الخمس لاُمتي(7).


(1) السورة 4، النساء، الآيتان: 48 و116.
(2) لعلّه إشارة إِلى أنّ المذنب قد ظلم نفسه وأضرّ بنفسه وليس بربّه، فإنّ الله غنيّ عن العالمين.
(3) السورة 4، النساء، الآية: 110.
(4) السورة 39، الزمر، الآية: 53.
(5) السورة 3، آل عمران، الآيتان: 135 ـ 136.
(6) السورة 11، هود، الآية: 114. وستأتي في بحث الشفاعة رواية اخرى تعيّن أرجى آية في آية الشفاعة.
(7) البحار 82: 220.