المولفات

المؤلفات > تزكية النفس من منظور الثقلين (1)

12

وأيضاً روي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله): «مَنْ صلّى رَكْعتين لم يُحدّث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»(1).

وأيضاً روي عن النبي (صلى الله عليه و آله): «أنّ العبد ليصلّي الصلاة لا يُكتب له سدسُها ولا عشُرها، وإِنّما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها»(2).

وأيضاً روي عن بعض أزواج النبي (صلى الله عليه و آله) قالت: كان رسول الله يحدّثنا ونحدّثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه شغلاً بالله عن كلِّ شيء. وكان عليّ (عليه السلام) إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين؟! فيقول: «جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها». وكان عليّ بن الحسين (عليه السلام) إذا حضر الوضوء اصفرّ لونه(3).

وأيضاً ورد عن الرسول (صلى الله عليه و آله): «لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر»(4).

وعن الصادق (عليه السلام): «من أحبّ أن يعلم أقُبلت صلاته أم لم تقبل فلينظر هل منعت صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه»(5).

وبمعرفة معنى نهي الصلاة عن المنكر، وأنّ النهي يقوى ويتمّ إذا قوي حضور قلب المصلّي لدى الله وتمَّ، قد يتضح معنى غسل الصلاة لدرن الروح باليوم خمس مرات كمن يغسل بدنه بنهر جار باليوم خمس مرّات، فلا يبقى درن في بدنه، كما ورد عن الباقر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه و آله): «لو كان على باب دار أحدكم نهرٌ، فاغتسل في كلِّ يوم منه خمس مرّات أكان يبقى في جسده من الدرن شيء؟ قلنا: لا، قال: فإنّ مثل الصلاة كمثل النهر الجاري كلّما صلّى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب»(6).


(1) المحجة البيضاء 1: 349.
(2) المحجة البيضاء 1: 349.
(3) المحجة البيضاء 1: 378.
(4) الأمثل 12: 367.
(5) المصدر السابق.
(6) الوسائل 4: 12، الباب. من أعداد الفرائض، الحديث 3.