المولفات

المؤلفات > الفتاوى المنتخبة

7

وكانت طريقة الوالد في تدريسه خاصّة ومبتكرة، ولم تكن مألوفة في الدراسة في حوزة النجف الأشرف العلميّة، وهي أن يقوم التلميذ بمطالعة الدرس أوّلاً وثمّ يشرع بشرحه لاُستاذه ثانياً، ثمّ يأخذ الاُستاذ بتصحيح ما قد التبس على التلميذ فهمه، وهذا المنهج من الدرس شاهد على ما لسماحة السيّد من القدرات العالية على تلقّي المطالب العلميّة، ومن الذهنيّة العالية التي تجعله مؤهّلاً لتقبّل هكذا منهج في تلقّي الدروس، وبهذا الاُسلوب من الدرس أكمل في مدّة عشرة أعوام دراسة المقدّمات والسطوح إلى نهاية كتاب (المكاسب) للشيخ الأنصاريّ(رحمه الله)، وكتاب (الكفاية) للشيخ الآخوند الخراسانيّ(رحمه الله).

 

حضوره الدروس العليا (الخارج):

حضر درس الخارج لدى المرحوم آية الله العظمى السيّد محمود الشاهروديّ(قدس سره)وعمره آنذاك سبع عشرة سنة، وأوّل درس حضره كان في بحث (اجتماع الأمر والنهي) في الاُصول، فكان البعض يتضايق من حضوره لصغر سنّه، ويطلب من أبيه أن يمنعه عن حضور مثل هذا الدرس العالي المستوى، وكان والده(رحمه الله) يعرض عليهم اختباره ليجدوا أهليّته لحضور مثل هذا الدرس. وهذا من شواهد نبوغ سماحة السيّد المرجع مُدّظله.

فدرس طيلة ما يقارب أربع عشرة سنة لديه أكثر من دورة كاملة في اُصول الفقه، مضافاً إلى عدّة أبواب من الفقه، ولمّا بلغ النضج العلميّ أحال السيّد الشاهروديّ(قدس سره) عليه الإجابة عن بعض الاستفتاءات.

وفي نفس تلك الآونة التي كان يحضر فيها درس السيّد الشاهروديّ(قدس سره) تعرّف على آية الله العظمى السيّد محمّد باقر الصدر(قدس سره) وحضر درسه، ولكن بعد شيخوخة السيّد الشاهروديّ وتركه التدريس تمحّض حضوره في درس اُستاذه المرجع الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر(قدس سره).

فلازم السيّد الشهيد ردحاً طويلاً من الزمن بلغ اثنتي عشرة سنة، درس عليه الفقه، والاُصول، والفلسفة، والاقتصاد.