المأمون التجأ إلى الإمام الرضا(عليه السلام)قائلاً له: لو كنت تكتب إلى شيعتك الذين أخذوا كلّ أرجاء العالم الإسلاميّ أن يسكتوا عنّي. قال(عليه السلام): أنا لا أكتب.
ومنها: قصّة صلاة العيد، وهي: ما رواها في البحار(1) عن عيون أخبار الرضا(عليه السلام)قال: «لمّا حضر العيد(2) بعث المأمون إلى الرضا(عليه السلام)يسأله أن يركب ويحضر العيد ويخطب; لتطمئنّ قلوب الناس، ويعرفوا فضله، وتقرّ قلوبهم على هذه الدولة المباركة. فبعث إليه الرضا(عليه السلام)وقال: قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الأمر. فقال المأمون: إنّما اُريد بهذا أن يرسخ في قلوب العامّة والجند والشاكريّة(3) هذا الأمر، فتطمئنّ قلوبهم، ويقرّوا بما فضّلك الله تعالى به، فلم يزل يرادّه الكلام في ذلك.
فلمّا ألحّ عليه قال: يا أميرالمؤمنين، إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ إليّ، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكما خرج أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). قال المأمون: اخرج كما تحبّ،
(1) بحار الأنوار 49: 134 ـ 135.
(2) يعني: عيد الأضحى.
(3) الشاكريّة: جمع الشاكريّ معرّب (چاكر) بالفارسيّة، وهو الأجير والمستخدم.