المولفات

المؤلفات > الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع

30

صدروا، ثمّ دعا بقعب(1) من لبن فجرع منه جرعة، ثمّ قال: هلمّوا اشربوا بسم الله، فشربوا حتّى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت(صلى الله عليه وآله) يومئذ ولم يتكلّم، ثمّ دعاهم من الغد إلى مثل ذلك من الطعام والشراب، ثمّ أنذرهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي أنا النذير إليكم من الله ـ عزّ وجلّ ـ والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ثمّ قال: من يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليّي ووصيّي بعدي وخليفتي في أهلي، ويقضي ديني؟ فسكت القوم، وقال عليّ(عليه السلام): أنا. فأعادها(صلى الله عليه وآله)ثلاثاً كلّ ذلك يسكت القوم ويقول عليّ(عليه السلام): أنا. فقال(صلى الله عليه وآله) في المرّة الثالثة: أنت. فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد اُمّر عليك.

قال الطبرسيّ(رحمه الله): أورده الثعلبي في تفسيره وروى عن أبي رافع هذه القصّة وأنّه جمعهم في الشعب، فصنع لهم رِجْلَ شاة فأكلوا حتّى تضلّعوا(2)، وسقاهم عُسّاً(3) فشربوا كلّهم حتّى رووا، ثمّ قال: إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين وأنتم عشيرتي ورهطي، وإنّ الله لم يبعث نبيّاً إلّا وجعل له من أهله أخاً ووزيراً ووارثاً ووصيّاً


(1) القَعْب: القدح الضخم الغليظ.

(2) أي: شبعوا.

(3) العُسّ: القدح أو الإناء الكبير.