لأعلمتكم متى يفرّج الله عنكم، وأومأ إلى الجمحيّ فخرج، فقالأبو محمّد: هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، فإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم وفتّش ثيابه فوجد فيها القصّة يذكرنا فيها بكلّ عظيمة، ويعلمه أنّا نريد أن ننقب الحبس ونهرب».
والرواية الثانية: ما رواه في البحار(1) عن المناقب، عن أبي هاشم الجعفري، عن داود بن الأسود قال: «دعاني سيّدي أبو محمّد(عليه السلام)، فدفع إليّ خشبة كأنّها رجل باب مدوّرة(2) طويلة ملء الكفّ، فقال: صر بهذه الخشبة إلى العمري فمضيت، فلمّا صرت في بعض الطريق عرض لي سقّاء معه بغل فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقّاء ضحّ على البغل(3) فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت بها البغل فانشقّت(4)، فنظرتُ إلى كسرها فإذا فيها كَتْبٌ، فبادرتُ سريعاً فرددت الخشبة إلى كُمّي، فجعل السقّاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي(5).
(1) بحار الأنوار 50: 283.
(2) بالفارسي «پاشنه در».
(3) أي: أرفِق به وخلِّ له السبيل.
(4) أي: انشقّت الخشبة.
(5) يعني: يشتم الإمام(عليه السلام).