الرجل إلى الكندي وتلطّف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعِد عليّ. فأعاد عليه، فتفكّر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر، فقال: أقسمت عليك ألا أخبرتني من أين لك؟ فقال: إنّه شيء عرض على قلبي فأوردته عليك. فقال: كلاّ ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرّفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبو محمّد. فقال: الآن جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا إلّا من ذاك البيت. ثمّ إنّه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألّفه».
2 ـ ما رواه البحار(1) عن المناقب(2) في مسألة خلق القرآن: «قال أبو هاشم: خطر ببالي أنّ القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال
ومثال آخر: قال الله تعالى: ﴿وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الُْمجْرِمُونَ﴾ . سورة 28 القصص، الآية: 78. وقال: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ . سورة 37 الصافّات، الآية: 24. فهذا تناقض في الكلام; إذ تارة نفى السؤال، واُخرى أثبته، فإن كان لا يحتمل الكلام معنىً آخر فلك الحقّ في فرض ذلك تناقضاً آخر، وإن كان يحتمل معنىً آخر كأن يأتي صاحب الكلام ويقول: إنّي قصدت تعدّد المواقف في يوم القيامة، ففي موقف منها ليسوا مسؤولين، وفي موقف آخر مسؤولون، فليس لك هذا الحقّ.
(1) ج 50: 258.
(2) راجع المناقب 3: 535.