عدّ الحاج عادل الأديب (حفظه الله) في كتابه (الأئمّة الاثنا عشر)(1) عدّة مواقف هامّة للإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام) تجاه أحداث زمانه وأوضاعه:
الموقف الأوّل: موقفه من الحكم والحكّام.
والموقف الثاني: موقفه من الحركة العلميّة والتثقيف العقائديّ.
والموقف الثالث: موقفه في مجال الإشراف على قواعده الشعبيّة وحماية وجودها وتنمية وعيها وحدّها بكلّ أساليب الصمود والارتفاع إلى مستوى الطليعة المؤمنة.
والموقف الرابع: موقفه(عليه السلام) من التمهيد للغيبة.
أمّا الموقف الأوّل ـ وهو موقفه من الحكم والحكّام ـ: فقد كانت سياسة العبّاسيّين تجاه الأئمّة(عليهم السلام) واضحة من أيّام الإمام الرضا(عليه السلام)، وتلخّصت بالحرص على دمج إمام أهل البيت وصَهره في الجهاز الحاكم، وضمان مراقبتهم الدائمة له ومن ثمّ فصله عن قواعده ومواليه.
وهذه السياسة المخادعة كانت نافذة تجاه الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام); لمزاياها الكثيرة بالنسبة للحكم، فكان العسكريّ(عليه السلام)كوالده مُجبراً على الإقامة في سامرّاء مكرهاً على الذهاب والحضور إلى بلاد الخليفة.
(1) ص 236 ـ 246.