المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

93

كلّ شيء، وانقطعت جميع علاقاته، ويحسّ بأنّه أُحيل بينه وبين المتع والنعيم الذي كان في متناول يده في لحظة واحدة، وأنّه أقدم على عالم مجهول بالنسبة إليه؛ إذ لا يعرف هل يُبشَّر بالجنّة أو بالنار؟ وهل يكون من السعداء أو من الأشقياء؟

فإحساس الإنسان بفقدان كلّ ما يمتلك من ناحية، وإحساسه بأنّه أقدم على عالم مجهول لديه من ناحية أُخرى، يولّدان لديه الذهول، فيفقد الصحوة.

وقد أشارت بعض الآيات والروايات إلى هذا المعنى بتعابير مختلفة:

قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبَّ ارْجِعُونِ * لَعَلَّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾(1).

وعن سويد بن غفلة، عن أميرالمؤمنين(عليه السلام)، قال: «إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة، مُثّل له ماله وولده وعمله (يعني: باعتباره يحسّ بأنّه سيفقد كلّ شيء من مال، وبنين، وفرص العمل، وغير ذلك في هذه الساعة، فكأنّما يتجسّد أمامه


(1) المؤمنون: 99 _ 100