وبذلك نعرف أنّ رؤية الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ليست بمستحيلة، بل هي ممكنة، ولكن لا ينبغي لنا أن نتسرّع في تصديق من يدّعي المشاهدة، وينبغي أن لا نصدّق ادّعاء الرؤية إلّا في حالات خاصّة جدّاً، كأن نعرف الشخص المدّعي للرؤية جيّداً، ونعرف ورعه وتقواه وذهنيّته وقابليّته لاستيعاب الحقيقة التي يدركها وما شابه ذلك؛ وذلك لأنّ الأصل في حياة الإمام(عليه السلام) هو الاختفاء، وأنّ المشاهدة حالة استثنائية ونادرة جدّاً يجب أن يقوم عليها دليل قوي.
ومن هنا فإنّ أغلب القِصَص المنقولة في الكتب تحت عنوان (رؤية الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف)) تكون غير ثابتة الصحّة؛ إذ إنّنا حينما ندقّق فيها لا نجد في أكثرها دليلاً قطعيّاً يدلّ على أنّ الذي شُوهِد هو الإمام(عليه السلام).