وهل تُحْتَمَل رؤية صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) في أمثال زماننا، وهل نصدّق من ادّعى رؤيته فيها؟ لا إشكال في أنّ الأصل في حياته(عليه السلام) هو الاختفاء؛ لما قد ثبت بالنصوص الصريحة المتواترة من أنّ الغيبة التامّة (الكبرى) قد وقعت.
وقد ورد في بعض الروايات أنّ اللّه تعالى جعل الخضر(عليه السلام) _ الذي قُدِّر له أن يبقى حيّاً_ رافعاً لوحشة الإمام صاحب الزمان(عليه السلام)، وعليه فإنّ الإمام لمّا كان مختفياً عن الناس ولا يستطيع الاجتماع بهم، فإنّه(عجل الله تعالى فرجه الشريف) يأنس بالخضر(عليه السلام).
وقد ورد في روايات أُخر أنّ مكان الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) لا يعرفه إلّا من يلي أمره(عليه السلام)، فكأنَّ هناك من يخدم الإمام، وهو يعرف مكانه.
→
أن يحول بين إرادة اللّه تعالى وبين وقوع ذلك الشيء الذي هو على خلافه، فسيكون ذلك حينئذٍ خرقاً لنواميس الطبيعة وقوانينها.
أمّا دلالة (المعجز) على صحّة مدّعى النبي، فهي من قبيل دلالة (العلامة الخاصّة) التي يأتيك بها شخص من قبل أخيك، كالخاتم المخصوص بأخيك مثلاً، فإنّه يكون دليلاً على صحّة دعوى كونه رسولاً لك من أخيك؛ لأنّ ذلك الخاتم مختصّ بأخيك دون غيره. ولا حاجة في ذلك إلى ضمّ قاعدة (قبح إخراج المعجز على يد الكاذب) على شرح وتفصيل كان يذكره أُستاذنا الشهيد(قدس سره)في بعض أبحاثه.