أمّا مع فرض كون طول العمر على خلاف الطبيعة، فإنّ ذلك لا يولّد إشكالاً؛ لأنّنا نؤمن بأنّ المعصومين(عليهم السلام)كثيراً ما يتمتّعون بحالات هي على خلاف الطبيعة، وهذا ما يسمّى بـ (المعجز) أو (الكرامة)(1).
(1) إذ إنّه يسمّى (معجزاً) إذا كان صادراً عن النبي(صلى الله عليه وآله)، وأمّا إذا كان صادراً عن الولي، فإنّه يسمّى (كرامة).
أو إنّه يسمّى (معجزاً) حينما يقترن بادّعاء يراد إثبات صدقه بذلك الفعل، ويسمّى (كرامة) حينما لا يكون كذلك.
ويعرّف المعجز بأنّه إبراز شيء على خلاف نُظُم الطبيعة، غير أنّ تفسيره الفنّي يختلف باختلاف الرأي المتبنّى في تفسير قوانين الطبيعة.
فالرأي المعروف لدى الفلاسفة هو أنّ نُظُم الطبيعة التي نراها في عالمنا هذا تعود كلُّها إلى ما يسمّى بـ (قوانين العلّة والمعلول)، فالنار مثلاً تُحْرِق؛ لأنّها علّة للإحراق. وتشكّل هذه العلل والمعلولات ظواهر معيّنة تسمّى بـ(ظواهر الطبيعة) أو (نواميس الطبيعة).
وقال الفلاسفة: إنّ قانون العلّة والمعلول لا يمكن أن ينخرم، أي: إنّ هناك استحالةً عقلية في تخلّف المعلول عن علّته، وانفصال الأثر عن المؤثّر؛ وذلك لأنّهم قالوا: إنّ العلّة لا يمكن أن تُوجِد معلولها إذا لم تكن تامّة، فإذا كانت تامّة، فإنّ معلولها لا يمكن أن يتخلّف عنها، ومن المستحيل أن ينفصل عنها. ←