المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

76

وقد ثبت عندنا بالتواتر الواصل إلينا يداً بيد من زمان الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) إلى يومنا هذا، وبالنقول المتواترة أباً عن جدّ: أنّ الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف) قد وُلِدَ، وشُوهِد في حياة أبيه وفي أيّام غيبته الصُغرى، وشُوهِد أيـضـاً عـنـدمـا صـلّى(عليه السلام) عـلى أبـيـه الإمـام الـحـسن العسكري(عليه السلام).

أمّا مسألة بقائه(عليه السلام) كلّ هذه المدّة المديدة من الزمن، فقد يقال: إنّها ليست شيئاً على خلاف الطبيعة، وإنّما هي من نوادر الطبيعة، فطول العمر ليس خلافاً لقوانين الطبيعة بعد أن وقع مثله في الأزمان السالفة من قبيل ما ورد في قصّة نوح؛ إذ صرّح القرآن الكريم بأنّه(عليه السلام) قد لَبِثَ في قومه ﴿أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً﴾(1)، ومن قبيل قصص المعمّرين الكثيرة التي ثبتت في التاريخ والنصوص الواردة إلينا.

فهناك فرق بين أن يكون الشيء على خلاف قوانين الطبيعة كتسبيح الحصى مثلاً، وبين أن يكون من نوادر الطبيعة كطول العمر. هذا على فرض أنّ طول العمر هو من نوادر الطبيعة.


آخر الزمان، فلا محلّ لهذا البحث، ولا مجال للكلام عن إمكان رؤيته.

(1) العنكبوت: 14.