المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

75

هذا الاحتمال: أنّ الأُمّة سوف تحكم نفسها بنفسها وقتذاك، ويكون ذلك بإذن اللّه تعالى وأمره؛ لأنّ الحاكم الحقيقي هو اللّه، أمّا الأُمّة فإنّها تمارس بذلك دور خلافتها له تعالى.

وفيما إذا تمّ هذا الاحتمال الثاني، فإنّه لا يمكن أن نقيس أيّامنا هذه عليه، فلا نستطيع أن نقول: إنّه من المفروض إذاً أن يتمّ تعيين الحاكم بالانتخاب؛ وذلك لأنّ هناك فرقاً بين الزمانين.

ففي زماننا هذا لم يَثْبُت لنا الانتخاب إلّا بأمر من وليّ الأمر، فلو لم يأمرنا بالانتخاب، لما انتخبنا؛ إذ ليس عندنا نصّ يدلّ على تعيين الحاكم بالانتخابات؛ فإنّ قوانين الشورى ونظم الانتخابات لم تُبيَّن لنا لا في القرآن الكريم ولا في السنّة المطهّرة، وهذا بخلاف الزمان المستقبل، فإن صحَّت الانتخابات والشورى، وجاز للأُمّة أن تمارسها، فإنّ القوانين والضوابط المتعلّقة بهما سوف يتمّ بيانُها من قبل الإمام(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وعندئذٍ يكون تطبيق هذا النظام ممكناً.

5_ إمكان رؤية الإمام الحجّة(عليه السلام) في زمان غيبته الكبرى

إنّ بحث الرؤية هو فرع ما نعتقده نحن الشيعة من أنّ صاحب الزمان(عليه السلام) قد وُلِدَ، وهو مازال حيّاً يُرْزَق إلّا أنّه غائب عن الأبصار(1).


(1) أمّا بناءً على ما يعتقده بعض المسلمين من أنّه لم يوْلَد بعد، وأنّه سيُولَد في آخر الزمان، فلا محلّ لهذا البحث، ولا مجال للكلام عن إمكان رؤيته.←