هذا قُبَيْل قيام الساعة بنحو أربعين يوماً، فتنقطع الحجّة وقتئذٍ عن وجه الأرض، وينغلق باب التوبة كما ورد في بعض الروايات، وكأنَّ الناس يستيقنون وقوع العذاب، ويلمسون قربه.
ومن تلك الروايات ما ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه: «مازالت الأرض إلّا وللّه تعالى ذكرُه فيها حجّة يُعرَّف الحلال والحرام، ويدعو إلى سبيل اللّه، ولا تنقطع الحجّة من الأرض إلّا أربعين يوماً قبل يوم القيامة، فإذا رُفِعَت الحجّة أُغلِقَ باب التوبة، ولا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أن تُرْفَع الحجّة، أُولئك شرار من خلق اللّه، وهم الذين يقوم عليهم القيامة»(1).
كما أنّ هناك آيةً قرآنية لا يبعد أن تكون مشيرة إلى هذه الفترة، وهي قوله تعالى: ﴿... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبَّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾(2).
فهذه إشارة إلى أنّ هناك يوماً تظهر فيه بعض الآيات (العلامات)،
(1) لسان العرب، ج1، ص369.
(2) الكهف: 47.