المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

69

إنّها فُسَّرت بمعناها اللغوي الذي هو ما يَدِبّ على وجه الأرض(1)، فَيشْمل الإنسان. ولسنا الآن بصدد تفسير ذلك، إلّا أنّ ظاهر هذه الآية المباركة: أنّ ذلك هو من أشراط الساعة ومن علامات القيامة، وليس من علامات الظهور؛ إذ إنّ الظاهر هو: أنّ اللّه سبحانه وتعالى يُخرج تلك الدابّة حينما يريد أن يُنْزِل على الناس العذاب، وينتقم من البشرية الظالمة.

أمّا محلّ الشاهد من هذه الآيات الكريمة فهو قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلَّ أُمَّةٍ فَوْجَاً﴾؛ فإنّ ظاهره غير ناظر إلى يوم القيامة؛ وذلك لأنّ اللّه تعالى لن يحشر في يوم القيامة من كلّ أُمّة فوجاً، وإنّما يحشر جميع الناس، كما قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ نُسَيَّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾(2).

وبعد عدّة آيات من قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلَّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾ يأتي قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾ الذي يتكلّم عن يوم القيامة...، فذلك اليوم الذي يتمّ فيه حشر بعض الناس ﴿مِنْ كُلَّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾ يختلف عن هذا اليوم، فهو ليس بيوم القيامة.


(1) لسان العرب، ج1، ص369.

(2) الكهف: 47.