الآية في مقام الوصف، أي: إنّها تصف قوماً ذوي أوصاف مثالية ربّما لا تنطبق بعضها في زمن نزول الآية، وإنّما تنطبق في تاريخ متأخّر، وكأنّما تريد أن تقول: إنّ هذه الأوصاف هي الأوصاف النموذجية للأُمّة المؤمنة، وعلى هذا فإنّ الآية ليست بصدد بيان أوصاف حالية، وإنّما هي بصدد بيان أوصاف مثالية ربّما لم يَحِنْ بعد زمان انطباق بعضها.
فالقضية إذاً قضية مستقبلية، وأُمور الأُمّة سوف تكون في وقتٍ ما شورى بين أفرادها.
وبناءً على هذا الاحتمال تدلّ الآية على أنّ الأمر سيعود إلى الأُمّة، أي: إنّ الأُمّة سوف تصبح هي الخليفة كما كانت قبل نوح(عليه السلام) إن صحّ ذلك.
الثاني: أن نقول: إنّ قوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾ غير ناظر إلى مبدأ الولاية، وإنّما يصف المؤمنين في زمن نزول الآية كما هو ظاهر كلّ توصيف يرد في الكلام؛ إذ يكون توصيفاً فعليّاً، وليس مثاليّاً مستقبليّاً.
وبناءً على هذا الاحتمال إذا أردنا أن نطبّق الأوصاف على زمان نزول الآية المباركة، فإنّنا نضطرّ إلى أن نقول: إنّ قوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾ غير ناظر إلى الولاية، وإنّما هو ناظر إلى مبدأ (الاستضاءة