وبناءً على هذا المعنى للاستخلاف، لا يمكن أن نفهم الخلافة بمعنى ولاية كلّ فرد بحيث يكون مساهماً في الحكم، وذلك إذا قلنا: إنّ الإمام الحجّة(عليه السلام) حين ظهوره يحكم الأرض، والآخرون منفّذون، ولا ولاية لهم مع ولايته.
فما معنى كونهم خلفاء إذاً؟
وهل نستطيع أن نفسّر الاستخلاف هاهنا بمعنى خلافة كلّ البشرية، وأن تكون القضية انتخاباً وتصويتاً حتّى مع وجود الحجّة بين ظَهْرانيْهم؟
هنا يبدو للذهن أنّ المقصود من الاستخلاف ما قلناه: من أنّ المؤمنين جميعاً يتحمّلون أعباء الخلافة عن طريق تقسيم العمل، فيشكّلون بمجموعهم دور الخلافة.
ثالثاً: أن نعرف معنى قوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ﴾.
فهناك احتمالان رئيسان:
الأوّل: أن يكون المقصود منه هو: إعطاء الولاية والحكم بيد الشورى، ولمّا كان هذا غير منطبق في زمن الرسول(صلى الله عليه وآله) _ أي: زمن نزول الآية؛ لأنّ الولاية حينذاك لم تكن بيد الشورى، وإنّما كانت بيد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) _ اضطررنا إلى أن نحمل الآية على معنىً آخر، وهو: أنّ