المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

56

إنعاش الوضع الاقتصادي مثلاً، وثالث وظيفته غير ذلك... وهكذا، وهذا لا يستلزم أن تكون الولاية لأكثريّتهم كشورى، وقد يشهد لهذا المعنى للاستخلاف قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكَّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدَّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَاً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(1)، فالآية تُعطي معنى: أنّ اللّه تبارك وتعالى قد وعد المؤمنين بأن يستخلفنّهم في الأرض، أي: إنّ المؤمنين سوف يتمكّنون في الأرض، ويصبحون حكّاماً عليها، وهذا ما لم يتحقّق منذ نزول الآية إلى زماننا طرفة عين. فيبدو إذاً أنّ هذه الآية إشارة إلى ظهور الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي ورد أنّه(عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِئت ظلماً وجوراً، وهذا ما ورد في بعض الروايات الواردة في تفسير هذه الآية؛ إذ فَسّرت الآيةَ المباركةَ بزمان الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «القائم وأصحابه»(2).


(1) النور: 55.

(2) البرهان في تفسير القرآن، ج3، ص146، ح4.